صور.. إخلاء ملعب أولد ترافورد للاشتباه في وجود متفجرات
شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: لأسباب أمنية، تم إخلاء ملعب أولد ترافورد قبل دقائق قليلة من انطلاق مباراة مانشستر يونايتد وبورنموث في الجولة الـ38 من الدوري الإنجليزي، كما أعلن نادي بورنموث على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي (تويتر) أن مباراة فريق الكرة مع مانشستر يونايتد، في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، قد ألغيت بسبب مخاوف أمنية.
وقالت شرطة مدينة مانشستر إن وحدة خاصة بالمتفجرات في الجيش البريطاني انتقلت إلى ملعب أولد ترافورد للتعامل مع التهديد داخل الملعب، مضيفةً أن "جسم مريب" كان السبب في إلغاء المباراة، وأن إخلاء الملعب تم بشكل جيد وبلا أي إصابات.
وقالت جريدة "إندبندنت" إن "عبوة مثيرة للشك" وجدت في شمال غرب الملعب، وتقوم الشرطة حاليًا بفتح الطرد عن طريق الكلاب البوليسية لفحصه.
ومن المفترض أن تقام كل مباريات الجولة الأخيرة من الدوري في وقت واحد، وهو الرابعة عصرا بتوقيت القاهرة، ولكن يبدو أن بقية اللقاءات بدأت في موعدها بشكل طبيعي.
وأوضح صحفي جريدة "ميرور" جون كروس أن مانشستر يونايتد لا يعلم متى سيلعب اللقاء حتى الآن.
وكان الأمن الإنجليزي قد قام بإخلاء جزئي لمدرجات ملعب أولد ترافورد نتيجة مخاوف أمنية، وتقرر تأخير انطلاق المباراة، قبل أن يتم اتخاذ قرار بإلغائها.
شبكةاخبار الشرق الاوسط الدولية: يستعد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي للقيام بضم عدة لاعبين الصيف المقبل بعد وصول المدرب الجديد للفريق الإسباني بيب جوارديولا، الذي يرغب بإضافة لاعبين جدد من أجل الوصول للهدف المنشود للفريق وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا بالمقام الأول وبقية البطولات الأخرى.
ووفقاً لما تقوله صحيفة "آس" الإسبانية المهتمة بشؤون ريال مدريد فإن اللاعب الدولي الألماني توني كروس أحد أولويات بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي.
جوارديولا كان قد درب كروس في أول موسم له مع بايرن ميونيخ، إلا أن اللاعب الألماني غادر الفريق بعد ذلك لينضم لريال مدريد بسبب بعض الخلافات مع إدارة النادي.
يذكر أن مانشستر سيتي لن يكون الفريق الوحيد الذي سيحاول التعاقد مع الدولي الألماني الصيف المقبل، فهناك مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان أيضاً.
كروس لن يكون المطلب الوحيد لجوارديولا في مانشستر سيتي فهناك أيضا الظهير الأيمن الإسباني، دانيال كارفاخال، المتألق مع ريال مدريد والذي بات من أفضل اللاعبين في مركزه في العالم.
وتقول صحيفة "ميرور" البريطانية أن مانشستر سيتي على استعداد لدفع 57 مليون يورو للتعاقد مع الظهير الأيمن الإسباني فقط دون الكشف عن المبلغ الذي سيدفعه السيتي لضم كروس.
جودين: أحترم ريال مدريد كثيرا لكنى أرغب فى الفوز عليه دائما
وكالات - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: قال الأوروجوياني دييجو جودين مدافع فريق أتلتيكو مدريد الإسباني إن "فوز برشلونة بالليجا مؤلم بدرجة أقل من فوز ريال مدريد بها"، وذلك قبل مواجهة فريقه مع الريال في نهائي دوري الأبطال الأوروبي في 28 من الشهر الجاري بميلانو في إيطاليا.
وأوضح جودين بقوله: "إذا فاز البارسا بالليجا فهذا مؤلم بصورة أقل، لأن غريمنا في المدينة هو ريال مدريد. أحترم الريال كثيرا، لا أكرهه على الإطلاق، لكنني أريد الفوز عليه دائما"، خلال تصريحات أوردتها إذاعة (كوبي) المحلية.
كما كشف المدافع الدولي الأوروجوياني عن لاعبيه المفضلين حيث أكد "ميسي هو أفضل لاعب في العالم ومعه لويس سواريز أفضل مهاجم في العالم".
وحول رؤيته لنهائي التشامبيونزليج أمام الميرينجي، أوضح جودين أنه وزملاءه في الفريق سيحاولون الاستفادة من تجربة نهائي لشبونة حينما خسروا أمام الريال 1-4 بعد الاحتكام للوقت الإضافي.
وتابع: "استخلصنا تجارب من لقاء لشبونة. نعلم جيدا كيف نواجه الريال والمؤشرات السابقة إيجابية. سيغلب على المباراة الطابع التكتيكي والبدني، واعتقد أن التفاصيل ستحسمها. الفريق في حالة بدنية جيدة للغاية قبل النهائي. سننافس بنسبة 150%".
شبكةاخبار الشرق الاوسط الدولية: اعتبر حارس يوفنتوس الإيطالي جانلويجي بوفون، اليوم، إنه اذا ما كان هناك "عدل في الرياضة"، فإن أتلتيكو مدريد يجب أن يفوز بنهائي دوري الأبطال في 28 من الشهر الجاري أمام ريال مدريد.
وقال بوفون في مؤتمر هاتفي مع عدد من وسائل الاعلام الدولية: "منذ عامين سقط أتلتيكو بشكل لم يتوقعه أحد في النهائي بعد هدف راموس (ق93)".
وتابع الحارس: "أنا أؤمن كثيرا بالثأر في كرة القدم الذي تقدمه لك الحياة. سيكون تحديًا صعبًا لأن خبرة ريال مدريد أكبر في هذه المباريات".
وأشاد بوفون أيضًا بقدرة الأتلتي على التأهل لنهائي بطولة القارية بعد عامين من نهائي لشبونة الذي خسره من ريال مدريد.
شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: قال المهاجم الدولي الفرنسي لنادي أتلتيكو مدريد الإسباني، أنطوان جريزمان، إنه قريب من تجديد عقده مع ناديه خلال الفترة القليلة المقبلة.
وقال جريزمان في تصريحات نشرتها صحيفة "أس" الإسبانية نقلاً عن قناة "كانال بلس" الفرنسية: "أنا بخير في أتلتيكو مدريد وقريب من تجديد عقدي، نحن نسير في الطريق الصحيح"، مضيفًا: "راضٍ عن كل ما حدث لنا هذا الموسم، آمل في الفوز بدوري أبطال أوروبا، ثم كأس الأمم الأوروبية مع فرنسا، سأكون سعيدًا للغاية لو تحقق ذلك".
وعن الأنباء التي تحدثت عن اهتمام ريال مدريد وزيدان به قال: "لم يتصل بي زيدان ولم يدعوني للانضمام له، لكن لو حدث ذلك فسأقول له إنني بخير هنا".
واختتم حديثه عن نهائي دوري أبطال أوروبا المرتقب:" ستكون مباراة كبيرة للغاية، سيكون أول نهائي دوري أبطال لي آمل التتويج به ورفع الكأس".
شبكةاخبار الشرق الاوسط الدولية: أكد مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي سيرجيو أجويرو اليوم أن مواطنه ليونيل ميسي أخبره بأن بيب جوارديولا المدرب القادم للسيتيزنس شخص "رائع" وأن كل اللاعبين الذين يعرفونه "يتحدثون بشكل جيد للغاية عنه".
وتوقع أجويرو أن يجعل منه مدرب بايرن وبرشلونة السابق لاعبا أفضل، وقال: "إنه مدرب يضع الجميع تحت ضغط كبير وأحيانا يحتاج اللاعبون لذلك، مع قدومه سيصبح الكثير من اللاعبين وليس أنا وحدي مهمين للفريق".
وأضاف أجويرو "أتمنى أن يتأقلم جوارديولا على الفريق وأن نتمكن من المنافسة في مرحلة متقدمة بدوري الابطال الموسم المقبل، بعدما ودعها الفريق من نصف النهائي هذا الموسم".
وأشار هداف السيتيزنس هذا الموسم إلى المدرب التشيلي مانويل بيليجريني الذي ترك تدريب الفريق، مؤكدا أن الأعوام الثلاثة قضاها مع مان سيتي كانت "جيدة للغاية".
وقال "لقد عاملني بشكل جيد للغاية منذ قدومي، وحظيت بثقته وأنا ممتن له".
وعن ليستر سيتي الذي توج بالدوري الانجليزي، قال: إنه كان "بطلا عن استحقاق".
وختم أجويرو "لقد كان في الواقع دوريا غريبا، ليستر فريق اجتهد للنجاة وما فعلوه مدهشا لم نكن نتوقعه، لقد كان فريقا كبيرا ولذلك توجوا باللقب".
«الطفلان الشمسيان».. حالة نادرة عجز الأطباء عن تفسيرها «صور»
إسلام آباد - وكالات وشبكةاخبار الشرق الاوسط الدولية: يعيش طفلان باكستانيان حياة طبيعية مثل أقرانهما في النهار، لكن ما إن يحل الظلام حتى يدخلان في غيبوبة يتوقفان فيها عن النطق والحركة، ويسعى الأطباء في باكستان إلى كشف اللغز وراء غيبوبة الطفلين، اللذين بات يطلق عليهما لقب "الطفلان الشمسيان".
ويرقد صهيب أحمد ( 13 عامًا) وشقيقه عبدالرشيد (9 أعوام) في مستشفى في العاصمة إسلام آباد.
وقال أستاذ الطب في المعهد الباكستاني للعلوم الطبية جاويد أكرم إنه لا يعرف سبب هذه الأعراض.
وأضاف أكرم أثناء زيارته الطفلين في المستشفى: "نتعامل مع هذه الحالة كتحدٍ. أطباؤنا يجرون الفحوص الطبية لتحديد سبب بقاء الطفلين على الحالة العادية نهارًا وعدم قدرتهما على الرؤية، أو التحدث، أو تناول الطعام، بعد مغيب الشمس".
ويخضع الطفلان حاليًا لفحوص طبية مكثفة، وأرسلت عينات من دم كل منهما إلى خبراء بالخارج لمزيد من الفحص، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
ويشير التاريخ الصحي للعائلة إلى أن 6 من أشقاء الطفلين توفوا في سن صغيرة، كما أن والديهما محمد وزوجته ينتميان إلى العائلة نفسها، وتسكن العائلة في إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي باكستان.
ومن "السيلفى" ما قتل.. فيل يقتل طبيبة أرادت التقاط صورة معه
وكالات - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: لقيت طبيبة بيطرية حتفها، اليوم الأربعاء، في حديقة حيوان بإقليم جاوة الوسطى، بعد أن دهسها فيل كان يخضع لرعايتها، بينما كانت تحاول التقاط صورة سيلفي معه.
وأفادت صحيفة جاكرتا بوست أن الحيوان هاجم الطبيبة إستي أوكتافيا واراهابساري 25 عاما في حديقة الحيوان بمحمية جاجا مونجكور ، للأفيال التي تعمل بها.
وقع الحادث بينما كانت الطبيبة وثلاثة من سياس الأفيال، يرافقون اثنين من الفيلة، في نزهة حول المحمية.
وخلال نزهة السير، حاولت فيا التقاط صورة سيلفي وهي تقف أمام الفيل الذكر بمسافة متر تقريبا، ليظهر معها في الصورة. ولكن الفيل نطح الطبيبة البيطرية ليلقي بها على بعد ثلاثة أمتار.
ورغم المحاولات من جانب السياس، ومن جانب باعة أغذية جائلين لمساعدة الطبيبة، إلا أن الفيل الذي يبلغ وزنه 5.5 أطنان دهسها لتلفظ أنفاسها قبل الوصول إلى المستشفى.
وكالات - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: تعرض رجل من أصول لاتينية إلى قرصة من بعوضة، منذ عشرين عاماً، تسببت في إصابته بأحد أكثر الأمراض المرعبة، والمعيقة، في المناطق الاستوائية، بحسب ما أوردت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، اليوم الجمعة.
وأصيب الرجل، ويدعى رايموندو، بداء الخيطيات الليمفاوية المعروف باسم "داء الفيل" جراء القرصة التي تعرض لها، ويكافح منذ عقدين للعيش بساقه التي تكبر يوماً بعد يوم، مسببة لها إعاقة عن أنشطته اليومية، فيما تتحول مع الوقت إلى ما يشبه قدم الفيل بالفعل، حتى أن لونها تحول إلى الرمادي.
ويصيب المرض الجهاز اللمفاوي في جسم الإنسان أو الحيوان، وتسببه عادة ديدان مسطحة خيطية تهاجم الأنسجة تحت الجلد والأوعية الليمفاوية للثدييات، ويتسبب في التهابات في الحالة الحادة والتقرح في الحالات المزمنة، مؤدياً إلى تضخم وكبر حجم المنطقة المصابة وخاصة الأطراف، أو أجزاء من الرأس أو الجذع.
في بعض الحالات، لا تظهر أعراض خارجية على المصاب بداء الفيل، إلا أن الكلى والغدد اللمفاوية تتعرض للتلف، ويعد من الأمراض الاستوائية النادرة.
ويتلقى المصاب رايموندو العلاج في ساوباولو البرازيلية، وتمكنت العيادة التي زارها أخيراً من تقليص حجم الورم في بحر أسابيع قليلة، وهي المرة الأولى التي يذهب فيها رايموندو للعلاج، الأمر الذي يصعّب شفاؤه الآن.
مشروب الملوك.. شاى سعر الجرام الواحد منه يكلف 1400 دولار
وكالات - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: يعد الشاي واحداً من أكثر المشروبات استهلاكاً حول العالم وتفضله كثير من الشعوب لأنه لذيذ وسعره زهيد مقارنة بالمشروبات الأخرى لكن شاي "دا هونغ باو" النادر يعد مشروب الملوك لأنه سعره يفوق سعر الذهب بثلاثين ضعفاً.
وأفاد موقع أوديتي سنترال للغرائب أن سعر الغرام الواحد من الشاي الصيني ثمنه 1400 دولار أو آلاف دولار دولار للإبريق، مرجعة سبب ارتفاع ثمنه إلى الأشجار النادرة التي يستخرج منها في المروج الصخرية الوعرة في بلدة وويشان بمقاطعة فوجيان في الصين.
وسمي الشاي تيمناً باسم الشجرة التي تستخرج منه "دا هونغ باو"، وتقول جياو هوي، إحدى مصنعات الشاي في بلدة وويشان التي يغلفها الضباب على ضفة النهر في فوجيان جنوبي الصين: "إنه يبدو مناسباً لمتسول، لكن ثمنه يناسب إمبراطوراً".
وما زالت جياو وعائلتها الذين يعملون في إنتاج الشاي منذ عشرات السنين يذهبون إلى الجبال في فصل الربيع للتوسل إلى "إله الشاي" الذي يحمل اسم "لو يو" لينعم عليهم بأوراق جديدة.
«أمي ماتت ومات معاها كل شيء».. إجابة طالب مصري في امتحان اللغة العربية
القاهرة - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: أكد الدكتور عادل عبد المنعم، وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، أن الطالب المصري محمد عبد الكريم، بالصف الخامس الابتدائي، الذي كتب إجابة "أبكت الجميع" عن أمه في امتحان اللغة العربية، في سؤال التعبير، حصل على 11 من 14.
وقال عبد المنعم في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" المصرية، إنه سيتم تكريم الطالب غدًا الاثنين، كدعم نفسي وإنساني له، بعد موجة التعاطف معه من جانب قطاع عريض من المصريين بسبب هذه الإجابة.
وأشار إلى أن والدة الطالب استشهدت في أحداث ثورة 25 يناير عام 2011، وأن والده مصاب بشلل في قدميه ولا يستطيع الحركة، وأن الابن أراد أن يرد الجميل لوالدته المتوفاة، فكتب هذه الإجابة الحزينة، التي أبكت من قام بتصحيحها، فكان لزاما من الجميع أن يتعاطفوا مع حالته ويمنحوه أكثر مما يستحق.
كان امتحان التعبير للصف الخامس الابتدائي، بإدارة الشيخ زويد التعليمية، يتحدث عن فضل الأم في حياة الإنسان، وطالب واضع الامتحان من الطلاب أن يكتب كل منهم عن فضل والدته، فكتب الطالب: "أمي ماتت ومات معاها كل شيء"، ما أثار موجة من التعاطف الشديد معه، دفعت مصحح المادة لأن يمنحه 11 درجة من 14، وهي درجات سؤال التعبير.
الرياض - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: أقدم شاب سعودي بمحافظة جدة على تطليق عروسه ليلة زفافهما بسبب انشغالها في الحديث والدردشة مع صديقاتها وأقاربها عبر هاتفها المحمول.
وأوضح أحد المقربين للعريس أنه بعد انتهاء مراسم الزفاف ودخول العروسين إلى غرفة بفندق، وجد الزوج عروسه منشغلة بجوالها، فحاول التودد إليها لكنها لم تستجب وامتعنت عن الرد عليه.
وأكد وفقاً لصحيفة الوطن السعودية أن الخلاف احتدم بينهما بعدما رفضت تأجيل الدردشة مع صديقاتها، قائلة إن صديقاتها أهم منه، ليلقي عليها يمين الطلاق ويغادر الفندق ليلة الزفاف.
وأوضح المصدر أن القضية رفعت بعد ذلك إلى المحكمة لاستكمال إجراءات الطلاق، فحولت إلى لجنة إصلاح ذات البين، إلا أن الزوج تمسك بالطلاق.
وقال عضو المحكمين والمأذون الشرعي الدكتور أحمد المعبي أن الطلاق بين العرسان الجدد ارتفع ليبلغ 50 %، ومن أسباب الطلاق بعد الزفاف أو في الأيام الأولى للزواج الشك الذي يتولد داخل الزوج، وعدم تفاهم الطرفين، وإغفالهما أهمية بناء حياة زوجية تملؤها الشفافية والوضوح.
"عاصفة الحزم" ووقفة عربية ضد المشروع الإيراني (الحلقة الأخيرة)
شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: استشعرت الدول العربية الخطر الإيراني الذي أصبح وشيكًا على المنطقة ككل، لما يعرف عن الطموحات التوسعية للجمهورية الإسلامية، التي تسعى لاسترجاع أحلام تكوين "إمبارطوريتها الفارسية" على أرض العرب، خاصًة بعد تسوية نزاعها مع دول الغرب حول الملف النووي، ما قد يؤدي إلى إطلاق يد إيران في دول الخليج العربي، بعد أن حصل الاتفاق والذي بموجبه تم الإقرار بحق إيران في امتلاك المعرفة النووية وتخصيب اليورانيوم. أدركت دول الخليج أن توسُّع جماعة الحوثي ذي التوجه الشيعي سيمثل خطورة عليهم، إذ ستصبح محاطة من جميع الجهات، ابتداءً بإيران ثم العراق وانتهاءً بشمال اليمن والمنطقة الشرقية بالسعودية، وسيكون لإيران حينها تواجد على البحر الأحمر من خلال الحوثيين. قرار المواجهة الاستراتيجية مع إيران اتخذ بالفعل وعبرت عنه المملكة إعلاميا في أكثر من مناسبة، فالمملكة ومعاها الدول العربية أكدوا أنهم لن يسمحوا لإيران بالتمدد وتنفيذ مخططاتها في المنطقة العربية، وظهر ذلك جليًا في عملية "عاصفة الحزم"، التي جاءت "لوضع حد لتوغل إيران في المنطقة، وخوفًا من أن تتحول اليمن إلى سوريا جديدة بكل ما فيها من صراعات أهلية ومذهبية، وتجنبًا لتدخل إيراني معروف وليس محتملًا فقط، لم يكن أمام المملكة العربية السعودية وحلفائها سوى التدخل بعمليات "عاصفة الحزم"، وهو ما اعتبره بعض المحللين "تحالفًا استراتيجيًا" للعرب لمواجهة النفوذ الإيراني في الإقليم وإعادة التوازن له.
تحذير خليجي لطهران
منذ سقوط العراق بتواطؤ أمريكي إيراني، ودول الخليج استوعبت الدرس وقررت ألا يتكرر ثانية، وعندما اندلعت الأزمة اليمنية أخذت السعودية ومجلس التعاون الخليجي على عاتقه أن تحل الأزمة داخلياً (أي عن طريق المجلس دون تدخل من الخارج). حيث كانت إيران هي المستفيد الوحيد مما جرى، فباتت العراق باحة خلفية وذراعًا تستخدمه ضمن سياستها الخارجية في التفاوض مع الدول الغربية، ووضعت الدول الخليجية باتت بين فكي كماشة حلقة تتجه نحو الاكتمال. ومع تحكُّمها في مضيق هرمز والخليج العربي واحتلالها لثلاث جزر إماراتية تتواجد إيران بقوة اقتصادية وبشرية هائلة في الإمارات والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية، وتسعى حاليًا لمدِّ ذراعها إلى شمال اليمن المتاخم للحدود السعودية عبر دعمها اللوجيستي لجماعة الحوثي الشيعية. كما بدأت إيران تصعِّد من لهجتها في إيجاد منافذ لها على باب المندب وخليج عدن، وفتح جبهة جديدة لزيادة رصيدها لدى أمريكا والغرب في حال دخول إيران في مفاوضات قادمة، وهو ما يلوح في الأفق. وقبل بدأ "عاصفة الحزم" بأيام، وجه وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل انتقاده للتدخلات الإيرانية في شؤون اليمن، مُتهما إياها بأنها الخصم الرئيسي للمملكة في منطقة الخليج، حيث مُحاولاتها المُستمرة لإثارة الصراع الطائفي، كما تعهد أيضا بأن تتخذ دول الخليج العربية الإجراءات اللازمة ضد الحوثيين في اليمن، في حال فشل مجهودات التوصُل لحل سلمي يضع حدا لما تشهده اليمن من صراع. كما غرد نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، الفريق ضاحي خلفان، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، محذرا من أنه في حال سقوط اليمن في أيدي الإيرانيين، ستكون كارثة لأمن الخليج.
الموقف الإيراني من "عاصفة الحزم"
عاصفة من التصريحات المهاجمة للمملكة على خلفية حملة "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، فقد اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن أي تدخل عسكري من الخارج ضد وحدة أراضي اليمن وشعبها لن تكون له أي نتيجة سوى مزيد من القتلى وإراقة الدماء، وتنفي إيران أي دور لها في استيلاء المتمردين الحوثيين على صنعاء لكن مسئولين إيرانيين انتقدوا الرئيس هادي لرفضه الاستقالة واتهموه بالسعي إلى مفاقمة الأزمة، وقال قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني، إن الثورة الإسلامية الإيرانية صدرت الآن إلى المنطقة وخصوصًا إلى اليمن وسوريا والعراق، وحذرت مرضية أفخم، المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية من أن العملية العسكرية السعودية التي تشن في إطار تحالف ستزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة، وقالت لن يكون لهذا العدوان أي نتيجة، إلا أنه لم يصدر أي موقف أو تصريح رسمي من قبل المسئولين السعوديين تجاه تصريحات ايران المختلفة، والذي بدا كأن تصريحات قادة الجمهورية الاسلامية في ايران لا تعني للرياض شيئا ولم ترعَ لها أي انتتباه. كما أرسلت إيران في 8 أبريل الجاري المدمرة "البرز" والفرقاطة "بوشهر" إلى خليج عدن ومضيق باب المندب لتأمين الملاحة البحرية الإيرانية في المياه الدولية (كما زعمت)، هذا غير المساعدات العسكرية واللوجستية التي قدمتها للحوثيين خلال حربهم ضد الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.
الموقف الأمريكي
لا يمكن لإدارة الرئيس أوباما السماح للحرب في اليمن بتقويض الاستقرار داخل السعودية، كما أنها في الوقت الراهن، لا تقوم بعمل الكثير من الناحية العسكرية خوفاً من ان مثل هذا التدخل سيوتر العلاقات الأمريكية-الإيرانية، في هذا الوقت الحساس الذي تتم المحاولة فيه للتوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري إن واشنطن لن تتخلى عن "أصدقائها" العرب في الخليج في مواجهة إيران التي اتهمها بتسليح الحوثيين في اليمن. وقال كيري إن الولايات المتحدة على علم بالدعم الذي تقدمه إيران لمسلحي الحوثي في اليمن، مضيفا"واشنطن لا تتطلع للمواجهة مع إيران، لكنها لن تتخلى عن حلفائها وأصدقائها والتضامن مع كل من يشعرون بالتهديد نتيجة خيارات قد تتخذها طهران". وبدوره قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، الأربعاء، إن الاتفاق النووي مع إيران لا يعني أن تسعى الأخيرة لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، مؤكدا أن واشنطن تقف بحزم ضد هذه الأفعال. وأوضح بلينكن في لقاء خاص مع سكاي نيوز عربية أن واشنطن كانت واضحة مع الإيرانيين بأنها لن تسمح بأي أنشطة من شأنها زعزعة الاستقرار في دول الجوار. وقال :"إننا نتشارك مع أصدقائنا في الخليج والمنطقة القلق بشأن الأنشطة الإيرانية في سوريا واليمن والعراق ولبنان"، مضيفا :" سنقف ضد ذلك حتما". ويرى مراقبون أن دعم واشنطن لتحالف "عاصفة الحزم" بات ينذر بتقويض الجهود مع الدبلوماسية الإيرانية في الملف النووي التي قد تلد اتفاق تاريخيا نهاية يونيو المقبل وليضع حدا لعقوبات أممية وأمريكية على قطاعات الاقتصاد الإيراني.
إيران ونظرية فرق تسد
مع تطور عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين لعب الإيرانيين على نظرية فرق تسد، في محاولة منهم لتفكيك التحالف العربي من مصادر قوته، فتارة لعبت على تفكيك أوتار التحالف المصري السعودي عن طريق نشر بيانات منسوبة لأحد الجانبين ضد الأخر وإشعال حرب إعلامية إلا أنها فشلت في ذلك، لمدى صلابة العلاقات المصرية-السعودية، إلا أنها اتجهت للجانب الآخر القوي الذي من الممكن أن يعطي للتحالف قوة إضافية ، جمهورية باكستان التي لها علاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودةي، فضلاً عن أنها دولة إسلامية ذات توجه سني، إلا أن إيران لم تفشل في إبعادها عن تحالف "عاصفة الحزم". فتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى إسلام آباد في الـ8 من إبريل الجاري، وعقد لقاءً مشتركًا مع نظيره الباكستاني حول الوضع في اليمن، وخلال مؤتمر صحفي مشترك وصف ظريف الوضع في اليمن بالمتفجر، محذرا من مخاطر عواقب الأزمة اليمنية على المنطقة كلها. كما دعا إلى التخلي عن أي تدخل خارجي في الشؤون اليمنية، مشيرا إلى أن استهداف الطيران السعودي لمستشفيات وجسور ومنشآت صناعية وغيرها من الأهداف المدنية في اليمن يؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار. وبعد يومين من الزيارة الإيرانية، أعلن البرلمان الباكستاني رفضه المشاركة في الحملة العسكرية التي تقودها السعودية الحليف المقرب لباكستان، حيث صوت البرلمان الباكستاني في الـ10 من إبريل الجاري على رفض المشاركة في "عاصمة الحزم"، ردا على طلب سعودي للانضمام إلى الحلف. وتجدر الإشارة هنا إلى أن باكستان السنية هي القوة النووية الإسلامية الوحيدة، التي كانت من الممكن أن توفر رادعا حاسما لإيران في أي مواجهات مستقبلية محتملة.
توقف العاصفة وبداية إعادة الأمل
في 21 أبريل الجاري أعلنت قيادة التحالف عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدأ عملية إعادة الأمل، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديدا لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصوراريخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح. .........................................
منذ قيام نظام الجمهورية في إيران والعلاقات بين هذه الدولة ودول الجوار، وخاصة في منطقة الخليج، تمر بمنعطفات وتحولات، فتارة تصل إلى حدة التأزم وتارة يلوح بصيص أمل في التحسن والتطور، وهذه التصرفات الإيرانية ليست مستغرَبَة، لكن الخوف هو أن ينخدع البعض بما تقوم به من عمليات مكياج لتحسين صورتها أمام العرب عندما تقدم نفسها بأنها النصير الأوحد لقضايا الأمة، وهي في الخفاء تحيك المؤامرات لتدميرها والتحالف حتى مع من زعمت أنهم من أعدائها وأطلقت عليهم أشنع الأوصاف. بقي أن تكثف الجهود الدعوية لصد التمدد الإيديولوجي الصفوي، وإحباط المؤامرات الإيرانية، ولكن يبقى لنا أن نتسائل، هل من أمل في أن تُعَدِّل إيران من سلوكها وتصرفاتها، وتكف شرها وتدخلاتها!!.
كما ينبغي للعرب أن يفسدوا ذلك الحلم الاستعماري قبل أن يكون كابوسًا يصحو عليه الجميع
“اتفاق لوزان” والكابوس النووي لدول الخليج “إيران دولة نووية” (الحلقة الخامسة)
شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية : وسط تطمينات واهية وتحركات مسرعة ومخاطر محدقة تعيش منطقة الخليج العربي هذه الأيام في كابوس حقيقي يتمثل في الإعلان عن والتعامل مع دولة نووية إيرانية، في ظل وجود مؤشرات كثيرة تدفع باتجاه التوصل لاتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد اتفاق الإطار الذي تم بين طهران والقوى الكبرى أو ما يعرف بمجموعة (5+1) وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية نهاية الشهر الماضي.
"الخطوة التاريخية"
"إنها خطوة تاريخية"، بهذه الكلمات وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما اتفاق الإطار مع طهران بشأن ملفها النووي، معتبراً أنه سيمنعها من الحصول على سلاح نووي، وسيجعل العالم أكثر أمانا. هكذا صرح أوباما في بيانه المتلفز بعد الاتفاق مع إيران، واتفق معه في هذا الرأي كل من وزير خارجيته جون كيري، ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وروسيا (فيليب هاموند، لوران فابيوس، وسيرجي لافروف).
وكانت طهران قد أبدت مرونة حول حجم وأبعاد برنامجها النووي، إلا أنها لا تتساهل في قضية ايقاف هذا البرنامج، بل تعتبر الدعوة الى تجميده وايقافه خطا أحمر، وفي نفس الوقت فان الغرب لم يعد مصرا على تعطيل وتجميد البرنامج النووي شرط أن يبقى في مستوياته الدنيا. وتوصلت إيران ومجموعة الدول الكبرى الست إلى اتفاق إطار لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني في مدينة لوزان السويسرية نهاية مارس الماضي، في خطوة أساسية على طريق التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول الثلاثين من يونيو المقبل.
الاحتفالات تعم طهران
وفي العاصمة الإيرانية طهران، نزل مئات الإيرانيين إلى شوارعها للاحتفال باتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في مدينة لوزان السويسرية بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. وسير المحتفلون مواكب سيارة في جادة والي العصر، ما أدى إلى توقف السير في جزء من هذه الجادة التي تجتاز العاصمة من جنوبها إلى شمالها، فيما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم بينما راح المشاة يغنون ويرقصون على الرصيف.
تداعيات الإتفاق على الخليج
أصبحت دول الخليج العربي على موعد مع دولة "جارة" نووية ستزداد قوة إلى قوتها الحالية وعنجهية إلى عنجهيتها الراهنة بما سيفتح شهيتها نحو مزيد من التغلغل والتدخل في الشؤون الخليجية والعربية والاستمرار في السعي نحو الحلم القديم، حلم الإمبراطورية" ، إضافةً إلى تطوير دورها التخريبي الذي تقوم به سواء عبر تدخلاتها المباشرة أو عبر وكلائها وأتباعها وأذرعها من اشخاص وجماعات وأحزاب يلعبون دور سفراء للنوايا الإيرانية السيئة ووزراء خارجية لتلك الدولة الإيرانية ومدافعين عن أمنها وسلامتها ومنفذين لسياستها ويمثلون أدوات طيعة في يد الجمهورية الإسلامية. وعلى الصعيد الخليجي، تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي لإطلاعهم على تفاصيل ذلك الاتفاق، ودعاهم إلى اجتماع قمة معه في منتجع كامب ديفد لبحثه. وقد أشار بعض المحللين المختصين في شؤون الشرق الأوسط أن دول الخليج -خاصة السعودية- تتخوف من أن ذلك قد يكون مقدمة نحو اعتراف بتصاعد القوة الإيرانية في الخليج وباقي أنحاء المنطقة. وما يزيد القلق لدى الكثيرين المهتمين بالملف الإيراني وخطره على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، هو تحذيرات المعارضة الإيرانية قبل أيام قلائل من أن حكام طهران ماضون في برامجهم للحصول على سلاح نووي، كاشفة عن موقع نووي سري جديد تخفيه طهران عن وكالة الطاقة الذرية وعن القوى العظمى التي تشارك في المفاوضات. وتباينت الآراء في صفوف المحللين والمراقبين لشؤون المنطقة بشأن تداعيات ذلك الاتفاق على سياسات التسلح في منطقة الخليج، وتحديدا في ما يخص السلاح النووي، حيث رجح البعض أن يطلق الاتفاق سباق تسلح نووي في المنطقة بينما استبعد كثيرون حصول ذلك، إلا أنهم يكادوا يجمعوا على أن الاتفاق سيكون باعثا على ارتفاع نفقات التسليح لدى بلدان الخليج العربي رغم التراجع الحاد لأسعار النفط. ومن جانبه توقع المحلل مير جواد أنفر -وهو إيراني المولد ومحاضر في الشؤون الإقليمية في مركز هرتسيليا بإسرائيل- أن تتصدى دول الخليج لتأثير إيران في المنطقة خاصة في العراق واليمن وسوريا، ورجح أن يتواصل ذلك التصدي بعزيمة أقوى مما سبق وبطريقة موحدة.
تحذيرات من اتفاق "لوزان"
لقي هذا الاتفاق معارضة من بعض الشخصيات والمحللين المتخصصين في الشرق الأوسط، فنجد رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، ينتقده قائلاً: "إن إطار الاتفاق الذي أعلن يمثل "انحرافاً مثيراً للقلق" عن أهداف أوباما المبدئية"، مضيفاً "في الأسابيع القادمة سيواصل الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الضغط على هذه الإدارة بشأن تفاصيل هذه المعايير والأسئلة الصعبة التي بقيت بدون إجابات." وقد حذر بعض المحللين السياسيين من الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته الإقليمية والدولية، مشددين على أن العرب سيعتبرون مخطئين تمامًا إذا عدّوا الاتفاق النووي الإيراني مسألة تفاصيل لم يُتفق عليها بعدُ، أو إذا اكتفوا بعدّ أنفسهم بندًا على قائمة الأضرار الجانبيّة للعلاقة "الأميركية ـ الإيرانية". فالتحدي الكبير هو تحوّل العرب إلى الذات الرئيسة الفاعلة في تاريخهم على الأقل، وهذا غير ممكن من دون دول إقليميّة قويّة أو اتحاد دول، وأيّ منها غير ممكن من دون إصلاحٍ في البنى السياسية لأنظمة الحكم العربية. وأضافوا أنّ اتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى هو بمثابة تتويج لصيرورة تحولات تاريخية دولية وإقليمية، لعل أبرزها هو تراجع الإدارة الأمريكية عن التدخل في الخارج، وصعود روسيا وتحالفها مع الديكتاتوريات ضدّ التدخل الأجنبي، وصعود الشعوب العربية كقوةً على مسرح التاريخ مطالبةً بالحرية والكرامة، وبنظام حكم ديمقراطي. وأشاروا إلى التمدّد الإيراني الإقليمي عبر تقاطع مصالحها مع الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001، وفي العراق عام 2003، ومع نهوض الشعوب العربيّة الثوري عام 2011 لم تقف إيران مع تطلعات الشعوب، بل استغلّت هشاشة الدول العربية لتوسيع نفوذها. في حين أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما أن اتفاق الإطار حول الملف النووي الإيراني، يهدد بقاء إسرائيل، حيث يمهد الطريق أمام إيران لحيازة القنبلة الذرية. كما وصف مسؤول إسرائيلي الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي، وسيؤدي إلى اتفاق نهائي سيء وخطير"، مضيفاً أنه "يمنح شرعية دولية للبرنامج النووي الإيراني الذي هدفه الوحيد صنع القنبلة النووية"، حيث ستواصل طهران تخصيب اليورانيوم وستواصل الأبحاث والتطوير في ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي ولن تغلق أياً من منشآتها النووية بما فيها موقع فوردو تحت الأرض".
من يقود المواجهة ضد التوغل الإيراني!!
إذا كانت السعودية وتركيا يعمل كل منهما بطريقته الخاصة لمحاربة النفوذ الإيراني، فإن كلاهما يتنافس مع الآخر لقيادة الدول السنية في المنطقة في مواجهة إيران التي تحاول استعادة أمجادها السابقة عن طريق استعادة علاقاتها الطبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية وسعى الأخيرة إلى التخلص من إرثها الثقيل في الشرق الأوسط. وتتنافس كل من تركيا والسعودية على قيادة الدول السنية لاحتواء تطلعات إيران الإقليمية، لكنه في الوقت الذي مازالت فيه تركيا في مرحلة التصريحات والمواقف الدبلوماسية بدأت السعودية قيادة عملية عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين "الذراع الإيراني في اليمن"، وأصبحت وجهة السنة في العالم العربي لتجعل مكانتها الدينية مقترنة بمواقف قوية تضمن لها مرتبة القيادة. تركيا تريد أن تكون قائدا للدول الإسلامية السنية في الشرق الأسط، لكنها تواجه منافسة من السعودية التي بدأت في الآونة الأخيرة تسحب البساط من تحت أقدام الأتراك الذين وصف البعض مواقفهم بأنها مجرد تصريحات سياسية لا ترقى إلى حد الأفعال. وفي ذات الأثناء فإن تركيا لديها بعض التحفظات في تحد طهران، فهي تدفع في اتجاه طرق غير مباشرة مثل دعم المعارضة الإسلامية في سوريا وتوطيد مواضع أقدام لها في اقتصاد كردستان العراق، في ذات الوقت الذي تعمل فيه بصورة مباشرة مع الحكومة الشيعية في بغداد، لكن مؤهلاتها كدولة قيادية في مواجهة السعودية ستبقى رهن التساؤلات.
سيناريوهات محتملة
وفي سياق مختلف، حلل الدكتور عبد الوهاب القصّاب، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، انعكاسات الاتفاق النووي الإيراني على التشكيل الجيوستراتيجي في المشرق العربي، وأكّد أنّ هناك سيناريوهين ممكنين يرتبطان بالطريقة التي سيعيد بها النظام الإيراني توجيه جهده وبنتائج عاصفة الحزم. وأوضح أنّ السيناريو الجيد يتوقع أن تصل «عاصفة الحزم» إلى تحقيق نتائجها النهائية وإعادة الشرعية إلى اليمن، وهو ما سيجعل الطرف الإيراني يدرك أنه ليس من مصلحته الذهاب نحو صراع إقليمي في هذا الوضع؛ لأنّ هناك طرفًا عربيًا يثبت أنه موجود ورقم مهمّ في المنطقة. أمّا السيناريو الأسوأ، فيتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى تفرّغ إيران لإعادة بناء قوتها التسليحية، في مقابل تخلي السعودية والدول المشتركة في «عاصفة الحزم» عن المضي في العملية إلى غاية تحقيق أهدافها الكاملة، وهو ما سيعطي إشارة إلى عجز الطرف العربي عن فرض «التوافق بالردع» ويفسح لإيران مجال تدخلٍ أوسع في المجال العربي. أمّا السيناريو الأسوأ، فيتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى تفرّغ إيران لإعادة بناء قوتها التسليحية، في مقابل تخلي السعودية والدول المشتركة في «عاصفة الحزم» عن المضي في العملية إلى غاية تحقيق أهدافها الكاملة، وهو ما سيعطي إشارة إلى عجز الطرف العربي عن فرض «التوافق بالردع» ويفسح لإيران مجال تدخلٍ أوسع في المجال العربي. إلا أنه يوجد سيناريو أخر بعيداً عن تحليل "القصاب" وهو تلك التصريحات التي كان كبار أمراء الأسرة الحاكمة قد ذكروها مرارا، عن أنهم في الرياض سيسعون للحصول على نفس الحقوق النووية التي تتفق القوى العالمية عليها مع إيران في المحادثات التي جرت في مدينة لوزان في سويسرا، ولمحوا أيضا إلى أنه اذا فشلت المفاوضات في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية فإن المملكة ستسعى لامتلاكها. وقال «عبد العزيز بن صقر» رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة وجنيف «إذا امتلكت إيران قنبلة نووية فإن السعودية سيكون عليها أن تفكر بجدية شديدة في موازنة ذلك، السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي». ولم تغب عن الدول التي تفاوضت على الاتفاق المبدئي الإيراني فكرة أن المملكة وغيرها من دول الشرق الأوسط يمكن أن تسعى للحصول على نفس الشروط التي تحصل عليها إيران بموجب الاتفاق لإنشاء برامج نووية سلمية خاصة بها. وتعثر البرنامج النووي السعودي المقترح في السنوات الأخيرة بسبب خلافات على نطاقه وأي الهيئات الحكومية ستتولى السيطرة عليه لكن على الرغم من ذلك وقعت الرياض اتفاقيات للتعاون النووي مع عدة دول. ................
على الدّول العربيّة التي تخشى هذا التمدّد الإيراني أن تعمل على طرح مشروع دولة إقليميّة أو تعاون دول وطنية يمكنها التصدي للمشروع الإيراني، وظهر ذلك جلياً في التحالف العربي في اليمن، ولكننا لا نطالب بأن يكون التحالف عسكرياً فقط، بل أن يكون أكثر تعاوناً في كافة المجالات)، كما ظهرت بوادر تحالفات إقليمية أخرى بين المملكة السعودية وتركيا لمواجهة التمدد الإياني في المنطقة.
الغزو الفضائي الإيراني للمنطقة العربية.. وخطوة نحو "الحلم" (الحلقة الرابعة)
شبكةاخبار الشرق الاوسط الدولية: في ظل المطامع الفارسية للدولة الإيرانية في المنطقة العربية وعلى الرغم من اتباعها لسياسة رقابية صارمة على ما يدخل إلى بيوت مواطنيها، فإنها تستثمر أموالاً طائلة في وسائل غزوها الفضائي للعرب، وذلك بعد أن حشدوا الكثير من الخبرات والتقنيات عالية الجودة للتأثير عليهم من خلال القنوات الفضائية، فالتبشير الشيعي ممنهج جداً، ويقتحم البيوت العربية من خلال الأقمار الصناعية التي تشرف عليها الحكومات العربية من أهل السنة. وبلا أي مقدمات، ولكن بنية مبيتة وتوجه واضح بدأت تغزو فضاءنا التلفزيوني مجموعة من القنوات التلفزيونية ذات التوجه الشيعي، والممولة في غالبيتها من إيران، وهي تسعى جاهدة لنشر مفاهيم مختلفة عن مجتمعاتنا، وإعادة كتابة التاريخ وفق ما يتناسب مع الرؤية الإيرانية الشيعية في روايته. المتابع لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة يجد أن هناك حمى فضائية متسارعة وأحيانًا متصارعة في سياق متوازٍ مع حمى الاستقطاب الديني والطائفي في منطقتنا، ونستطيع بكل صراحة أن نقول: إن الفضائيات الشيعية أصبحت ظاهرة في الإعلام العربي وهي ظاهرة جديرة بالدارسة والرصد للموقوف على أخطارها وأثارها على حاضر ومستقبل الأمة.
بذخ إيراني على الساحة الإعلامية
لا يغيب عن كل مهتم بوسائل الإعلام ذلك الفرق الهائل بين "ما كان" و "ما أصبح" في مجال الترويج للأفكار والتأثير على المتلقي، بين عهد المنشورات وعهد الفضائيات، فالمنشورات حينما كانت الوسيلة المتبعة من قبل أصحاب المشاريع الفكرية أو السياسية كانت توزع في نطاق ضيق جداً، وربما لم يكن الناس يقبلون عليها و من وصلت إلى يديه منهم ربما لم يكن يوليها الكثير من الاهتمام، وينتهي بها المطاف إلى القمامة. ولم يدخر الإيرانيون جهداً في استغلال الفرص المتاحة أمامهم من عجز العرب من حولهم وملئ الفراغ الناجم عن غيابهم في الساحة الإعلامية السياسية، والقنوات الفضائية، شئنا أم أبينا، تدخل علينا في غرف جلوسنا، بل في غرف نومنا أيضاً، ولم تعد اليوم تصلنا قصراً عبر شاشات التلفاز، بل وأيضاً عبر الإنترنت من خلال أجهزة الحاسوب أو الهواتف النقالة. وتتمتع إيران بقدرات إعلامية هائلة يقابلها في الجانب العربي -المتوجس من السياسة الإيرانية- عجز مريع، فنجد على سبيل المثال لا الحصر أن إيران تمول نحو 35 فضائية شيعية في العراق فقط، وكثير من الإذاعات والصحف المحلية والمؤسسات الإعلامية هناك، ولعلنا بعد انتخابات 2005 في العراق رأينا نتاجاً عملياً لهذا النفوذ الإعلامي، حيث وصل المالكي المعروف بولائه الشيعي لإيران إلى سدة الحكم في تلك الانتخابات. وعلى العكس تماماً من ذلك، نحد الداخل الإيراني مفروض عليه عزلة إعلامية، فضلاً عن حجب الكثير من الوسائل الإعلامية العالمية عنه، حيث يعتبر اقتناء صحن تلقي البث الفضائي وجهاز توليف القنوات الفضائية من الممنوعات التي يمارسها كثير من الناس سراً وفي مخالفة للقوانين والإجراءات المعمول بها، كما أنه ليس متاحاً بسهولة في إيران، ما بات مظهراً عادياً من مظاهر الحياة في معظم دول العالم، ولذلك تجد المواطن الايراني يسترق السمع بحثاً عن المعلومة باذلاً الجهد في سبيلها بينما الاموال التي تضخ من قبل النظام في ايران لبث الدعاية السياسية للخارج تكاد تكون بلا حدود أو قيود.
سحر الإعلام ونشر الأفكار
كانت البداية عبر "سَحَر" الفضائية الإيرانية الناطقة بالعربية، والتي اشتهرت ببرامج الشيخ علي الكوراني والشيخ حبيب الكاظمي وغيرهم، وبدأ بثها في العام 1980 بساعة واحدة يوميًا، حتى وصلت ساعات البث إلى عشرين ساعة يوميآ، وركزت تلك القناة في بدايتها على الحرب العراقية الإيرانية ووضعت في استراتيجيها تمجيد الثورة الخمينية وشرح مزاياها مع بعض الغناء الكربلائي والبرنامج الدينية الشيعية، إلا أنها كانت محدودة الأثر بسبب الأوضاع السياسية في تلك الفترة، وسرعان ما تغير اسمها إلى فضائية الكوثر. ثم خرجت بعدها "الأنوار" التي اصبحت في وقتها أول قناة شيعية عربية دينية كاملة، حيث ان التوجه كان ديني اجتماعي فقط، دون سياسي. وظهرت قناة (المنار) اللبنانية التابعة لحزب الله، وقد بدأت بثّها على المحطات الأرضية في العام 1991 ميلادية ثم أصبح بثها فضائيا منذ عام 2000 ميلادية، وإن كانت الظروف السياسية وفقت عائقًا أمام انتشار قناة الكوثر إلا أنها أفادت قناة المنار بشكل كبير فقد أفادت قناة المنار من الظرف السياسي بشكل كبير حيث اكتسبت قاعدة عربية أوسع، بسبب ارتباط مابين القناة والمقاومة اللبنانية الإسلامية، كم أن بثها الفضائي ترافق مع انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة من الجنوب اللبناني. مما أعطى لها زخمًا ساعد على سرعة انتشارها في الأوساط العربية. ويحتوي القمر الصناعي المصري " نايل سات" على العديد من القنوات الإيرانية أو التابعة لها، فنحو 30 قناة تقدم المنهج أو التفكير الشيعي موزعة ما بين قنوات للأطفال، أو قنوات إخبارية وحوارية، قنوات اقتصادية وتعليمية، قنوات فنية وتراثية، وأخيراً القنوات الدينية التي تمثل الأكثرية في القائمة. أما بالنسبة للقمر الصناعي "عرب سات" فعليه حوالي 13 قناة شيعية "موجودة أغلبهم على النايل سات"، وجميع تلك القنوات تصاغ مادتها الإعلامية وفق العقيدة الشيعية وموجهة لخلخلة عقيدة أهل السنة والجماعة بل والسعي لتشييع أكبر قدر ممكن منهم ليصبح الولاء لإيران. وجود مثل هذه القنوات بتلك التوجهات على الأقمار الصناعية العربية تشكل خطورة غير عادية على الأمن القومي للدول، وتكوين قطاع عريض من المواطنين المفتونين بالرموز الشيعية بل والمتشيعين أحياناً، وحينها سيكون ولاؤهم لإيران وليس لدولهم، كما أن خطر التشيع والولاء لإيران وقتها قد يطول بيوت المسئولين أنفسهم والمستقبلة لهذه القنوات عبر التلفاز لتختل دوائر المسئولية مستقبلاً. ولعل من أهم تلك الفضائيات "الأنوار الأولى - الأنوار الثانية - الحجة - المعارف - فورتين - قناة المهدي - "قناة فدك" - الفرات - بلادي - كربلاء - الثـقلين - الغدير - الاوحد - العهد - الكوثر - المنار - المسار - المسار الأولى - الكوت - العالم - مجموعة العراقية - الفرقان - طه - السلام - بريس تي في - الاتجاه - هدهد للاطفال - - IFilm قناة الأفلام - هادي للاطفال - قناة الولاية - قناة المصطفى - الامام الرضا - الدعاء الفضائية - الصراط الفضائية - النعيم الفضائية، ... وغيرها. وقد أثارت بعض تلك القنوات جدلا واسعا في الوسط الديني بشكل عام، مثل قناة "فدك" الفضائية المملوكة لهيئة خدام المهدي في لندن، وذلك بسبب مجاهرة القناة بمظلومية أهل البيت وتنتقد أعدائهم بشكل واضح وصريح، أما القناة الثانية فهي قناة "اللؤلؤة" التي تعرضت للتشويش ثم قطع البث بمجرد بدأ بثها على قمر النايل سات، وهي التي ظهرت بعد الثورة في ممكلة البحرين، بالإضافة لقناة "أهل البيت" التي توقفت بعد أن تم التشويش على بثها لمدة ثلاث سنوات، لانها تقوم بتغطية الشأن البحريني وعادت الآن عبر قمر مجاور لـ"النايلسات". ورغم كل تلك النجاحات الكبيرة والاختراقات المهمة، لم يلبث الاعلام الايراني أن تلقى ضربة قوية، لا أظنه تعافى منها حتى الآن، بسبب الموقف من ثورة سورية، فالموقف المؤيد للنظام في سورية عرى الازدواجية و النفاق السياسي لهذا الاعلام الذي وقف مع ثوار تونس ومصر وليبيا، إلا أن موقفه تغير تماماً مع بداية الثورة السورية. فروج لنظرية مفادها أن ما يجري في سوريا إنما هو مؤامرة إمبريالية دولية على المقاومة والممانعة، بينما تراه يمجد ثورة البحرين ويعتبرها انتفاضة مشروعة ضد الظلم والطغيان، وهذا تفسير للحدث لم يلق تعاطفاً ولا قبولاً لدي عامة الشعوب العربية والإسلامية. ولعل هذا الانكشاف أمام الجماهير، والذي أدى إلي عزوفها عن مشاهدة قنوات مثل "العالم" أو "المنار" أو Press TV هو الذي دفع الإيرانيين أو بعض أنصارهم إلى تمويل إنشاء قناة عربية جديدة، هي "الميادين"، في محاولة متجددة لاختراق الساحة الإعلامية العربية من خلال خطاب داعم للموقف الإيراني ولكن بأسلوب أكثر نعومة.
التشيع الناعم
هناك أكثر من أربع قنوات مخصصة للطفل، وهي تبث برامجها الكرتونية وأغانيها، دون أي رقيب أو حسيب، وقد تبدو الصورة في ظاهرها غير مؤذية، فالغرض هو التسلية، لكن الحقيقة هي غير ذلك طبعاً، فنجد تلك القنوات تبث مغالطات كثيرة تصب في خدمة القضية التي أطلقت من أجلها وهي نشر التشيع، وذلك من خلال أفلام كارتون وأناشيد على مدار اليوم منها على سبيل المثال وليس الحصر كرتون يومي اسمه «صلاتي» من المفترض أنه يذاع من أجل تعليم الأطفال الصلاة والصوم وغيرهما، و نجد مشهدا يتكرر كثيراً وهو لفتاة تصلي حيث تضع الفتاة حصاة عند السجود، وهذه الحصاة كما هو معلوم هي تقليد شيعي وتسمى «التربة الحسينية»، وقد تدفع متابعة الأطفال مثل هذه الصلاة إلى تقليدها في ظل غياب رقابة الأهل، وتحاول تلك القنوات التأكيد على أن المذهب الشيعي هو الطريق لدخول الجنة!. كما تتمثل خطورة القنوات الشيعية التي تطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم، في محاولتها ترويج الضلالات الشيعية، وقذف الشبهات العقيدية في أوساط أهل السنة والجماعة، وبنظرنا فإن أخطر ما في هذه القنوات هو ترك أطفالنا فريسة لسموم قنوات الأطفال الشيعية، والمتمثلة في تلك الجرعة المكثفة من البرامج الموجهة للأطفال سواء كانت من خلال قنوات مخصصة للأطفال، أو حتى برامج متفرقة في باقي القنوات الشيعية، فجميعها مصاغة وفق رؤية عقدية شيعية تنجرف بالأطفال غير المراقبين من الآباء، أو أبناء الأسر المغيبة إلى الهاوية.
الاحتواء الإيراني لشيعة العرب
تمول إيران العديد من الفضائيات الشيعية في الكثير من البلدان العربية، وكثير من الإذاعات والصحف المحلية والمؤسسات الإعلامية، ومن خلالها تروج للمشروع الشيعي وتصديره إلى الدول العربية عامةً ودول الخليج خاصة، وبات واضحاً عند غالبية المتابعين أن لكل حزب أو حركة أو مليشيا شيعية في المنطقة قناة تلفزيونية تروج لها ولبرامجها، وتشن حملات إعلامية ضد خصومها، ويدير هذا الأخطبوط الإعلامي الشيعي الضخم مؤسسات إعلامية إيرانية واسعة الخبرة والتمويل المالي. والقنوات الشيعية الممولة إيرانياً تسوق مشاريعها وتروج لها حسب ما رسم لها في طهران، فتمارس أدوارا نقدية لاذعة ضد خصومهم السنة من خلال فتح حوارات مباشرة مع الجمهور، وهذا بدوره يجسد الأزمة بين السنة والشيعة، وبالنهاية يكون الإعلامي الشيعي قد وصل إلى أهدافه المرسومة من قبل الممول الإيراني والاستراتيجية التي تريد إيران تطبيقها في المنطقة. وعندما نتكلم عن احتواء إيران لشيعة العراق مثلاً، فإنهم قد عملوا بعدة مسارات أولها احتواء الرموز الدينية، وفتح المجال لتدفق المخابرات الإيرانية إلى العراق، وتسخير الإعلام، وصرف الأموال الطائلة لهذا الغرض، وهذا كله يجعل شيعة العراق تحت تحكم إيران تستخدمهم حسب إرادتها وضمن برامجها للتأثير في السياسة الإقليمية والدولية وقت الحاجة إليهم "كما يحدث الآن" في أزمة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وبنفس الطريقة في اليمن عن طريق تمويلهم لجماعة "الحوثيين" (وهذا ما سنتناوله في حلقاتنا القادمة).
والأهم من كل هذا الأن أننا في عصر اشتبك فيه الديني بالسياسي، فأصبح من العسير التفريق بينهما، ومخاطر تلك القنوات الشيعية لا يقف عند حدود العقيدة والدين، لكنها تمتد لتلامس الأوضاع السياسية للدول السنية، وأمنها القومي بالشكل الذي يؤثر على استقرار تلك البلاد ومستقبلها.
.....................
لا يوجد لدى العرب المتوجسين من المشروع الإيراني وسائل إعلامية مؤهلة لتوجيه رسائل سياسية أو تحليل سياسي إلى الشعوب الإيرانية رغم أهمية الوصول الى شارعهم غير المنسجم بمجمله مع النظام الإيراني. علينا أن نتذكر أن ما نبثه يصبح عديم الفائدة بل ومضيعة للمال والجهد إذا لم يجذب قطاعاً مقدراً من المشاهدين المستهدفين بالبث، ومعظم القنوات السنية التي تتكلم عن المشروع الايراني تخاطب شريحة ضيقة من المشاهدين تنسجم توجهاتها مع توجه القائمين على هذه القنوات والمحددين لسياساتها التحريرية.
تغير الوضع الإستراتيجي لصالح القوة الإيرانية المتنامية في المنطقة الممتدة من شواطئ لبنان على البحر الأبيض المتوسط وحتى شواطئ اليمن على بحر العرب والبحر الأحمر، ومن الجولان المحتل وحتى طول سواحل الخليج العربي ومنها بالطبع الحدود العراقية الإيرانية، سواء من الناحية الإيديولوجية أو من ناحية النفوذ الأمني والتعبوي لجميع الدول الموجودة ضمن هذا المجال الحيوي، بغض النظر عن حجم استقلالها وقوة حكوماتها.
الهلال الشيعي
كان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، قد حذر في حديث لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في التاسع من ديسمبر عام 2004 من سعي إيران لتشكيل "هلال شيعي" يضم العراق وسوريا ولبنان، مضمنا بذلك التحذير مخاوف قد تطال استقرار دول الخليج التي تقطنها أقليات شيعية. وقال الملك عبد الله حينها "إن أكثر من مليون إيراني دخلوا العراق بتنسيق من حكومة طهران والأحزاب المتعاونة معها في النظام السياسي العراقي الجديد للمشاركة في الانتخابات، التي كانت حجر الأساس الأول لانسياح إيراني منظم داخل هذا البلد العربي الكبير، ومن ثم خلخلة التوازن القائم بين شيعته وسنته على أمل تقليص العامل العربي القومي لصالح الطائفي المذهبي".
النزاع الإيراني السعودي بعد الثورة الإسلامية
نقلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 العلاقات "الإيرانية-السعودية" من نطاق التنسيق والتعاون بين نظامين ملكيين، شكّلا معًا منذ مطلع السبعينيات ركيزتي "مبدأ نيكسون" لملء الفراغ في الخليج، إلى نظامين متنافسين خصمين يتنازعان القيادة والنفوذ في المنطقة، فمثلت إيران القطب الشيعي وتزعمت الرياض القطب السني في المنطقة. ومع الوقت تحول الخلاف بينهما إلى معركة أيديولوجية وسياسية، فالنظام الجديد في طهران طرح نموذجًا مختلفًا للإسلام السياسي، ينافس السعودية على قيادة العالم الإسلامي. رسمت الحرب العراقية-الإيرانية أولى محطات الصراع العلنية بين البلدين، اللذين كانا إبان حكم الشاه في إيران حليفين ضد النظام العراقي القريب من الاتحاد السوفيتي، فتحالفت السعودية مع العراق ضد إيران، ووفرت لها دعمًا سياسيًا وماليًا دوليًا وعربيًا على مدى سنوات الحرب الثماني. *وبعد الحرب الطويلة التي أنهكت كلا البلدين، دخلت العلاقات الإيرانية-السعودية مرحلة جديدة بالكامل، فانتقلت من الصراع الثنائي إلى التنافس على النفوذ الإقليمي، لتصبح علاقات متداخلة ومتشابكة مع مجمل تفاعلات النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، إلا أنه ورغم الاختلافات السياسية والأيديولوجية بين البلدين، تكثفت الجهود الإيرانية لمد جسر علاقات مع السعودية خلال رئاسة هاشمي رفسنجاني (1989-1997)، ومن بعده محمد خاتمي (1997-2005). وبعد الاطاحة بالأقلية السنية التي ينتمي إليها صدام حسين من الحكم بعد الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 وتولي حكومة شيعية الحكم، أطلقت الرياض اتهاماتها لواشنطن بتأجيج عاصفة طائفية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وتغيير موازين القوى لصالح الجانب الإيراني.
إيران والعراق والحرب الحدودية
تشكل الحدود العراقية الإيرانية إحدى المسائل التي تسببت في إثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق، لا سيما أن العلاقات بين البلدين اتسمت وعبر التاريخ بالشد والجذب، وغلب عليها التوتر والعداء في مراحل كثيرة، ابتداء من العهد العثماني حينما كان العراق تحت السيطرة العثمانية وحتى اليوم، وهذا على الرغم من أن الحكومة العراقية الحالية تعتبر (بحسب مراقبين) حليفة لإيران، لا سيما أن غالبية الأحزاب المشاركة في العملية السياسية كانت تعد إيران المأوى الآمن لها من النظام السابق. ترجع أصول الخلافات "العراقية- الإيرانية" إلى الخلافات الناشئة حول ترسيم الحدود بين البلدين، وقد بقيت هذه الخلافات مشكلة عالقة في العلاقات الإيرانية العراقية لا سيما حول السيادة الكاملة على شط العرب. ففي عام 1969 من القرن الماضي ألغى شاه إيران محمد رضا بهلوي من جانب واحد اتفاقية الحدود المبرمة بين إيران والعراق عام 1937، وطالب بأن يكون خط منتصف النهر هو الحد ما بين البلدين، لتحتل عام 1971 البحرية الإيرانية الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وقطعت العراق علاقاتها بإيران في ديسمبر 1971، لتشمل الخلافات أيضا احتلال إيران المناطق الحدودية وهي قوس الزين وبير علي والشكرة. وبدأ الصدام العسكري بين البلدين في عام 1972، وازدادت الاشتباكات على الحدود، وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال، وبعد وساطات عربية وقعت العراق وإيران اتفاق الجزائر سنة 1975، واعتبر على أساسه منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق، وتضمن الاتفاق كذلك وقف دعم الشاه للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق. إلا أن عام 1979 شهد تغيراً جذرياً في البلدين فقامت الثورة الإيرانية التي أطاحت بحكم الشاه، وتقلد الخميني زمام الأمور في إيران، فيما أصبح الرئيس الراحل صدام حسين رئيساً للجمهورية العراقية، وشهدت العلاقات بين البلدين تدهوراً كبيراً أدى لقيام حرب الثمان سنوات الشهيرة بينهم. وترجع المصادر بدايات الحرب إلى الاعتداء الإيراني بقصف بلدات على الحدود العراقية في 4 سبتمبر 1980، فاعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس الأسبق صدام حسين بإلغاء اتفاقية (الجزائر لعام 1975) مع إيران في 17 سبتمبر 1980، واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءا من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق أهدافا في العمق الإيراني، وبدأت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية. كما أعلن صدام أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي: الاعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية، وإنهاء الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج العربي عند مدخل مضيق هرمز، وكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
إيران والإمارات وخلاف الجزر الثلاث
الجزر الثلاث المختلف عليها بين ايران والامارات العربية المتحدة هي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وابو موسى، وتقع بالقرب من مضيق (هرمز) في مدخل الخليج، في منتصف المسافة الفاصلة بين الساحل الايراني ودولة الامارات، وتكمن الاهمية الاستراتيجية لهذه الجزر في موقعها الجغرافي هذا، وكذلك في وجود حقول نفط غنية في قاع البحر بالقرب منها. ويعود الخلاف حول الجزر الثلاث الى حوالي مائة عام، حيث طالبت ايران بالملكية عليها، بداعي انها كانت جزءا من اراضيها منذ القدم. الا ان بريطانيا التي فرضت حمايتها على منطقة الخليج منذ بداية القرن التاسع عشر، رفضت المطالبة الايرانية، ومع ذلك لم تتخل ايران عن مطالبها الاقليمية في الجزر الثلاث، ولكنها لم تثر هذه المطالبة طوال فترة السيطرة البريطانية على المنطقة. وبعد إعلان بريطانيا عن رفع حمايتها عن منطقة الخليج عام 1971، جددت ايران مطالبتها بالسيادة على الجزر الثلاث، وهددت باستخدام القوة، اذا لم تلب هذه المطالبة. وازاء هذا التهديد، بادرت بريطانيا الى عقد مفاوضات بين امارة الشارقة وايران، اسفرت عن اتفاق نص على تقسيم جزيرة ابو موسى، وهي اكبر الجزر الثلاث، بين الدولتين، مع اقتسام عائدات النفط المستخرج من حقول الجزيرة مناصفة بينهما، إلا أن هذا الاتفاق لم يحسم مسألة السيادة على الجزيرة، اذ نص على ان ايران وامارة الشارقة لا تتخليان عن مطالبهما في جزيرة ابو موسى، ولا تعترف احداهما بمطالب الاخرى. وبالفعل استولت ايران على مناطق من جزيرة ابو موسى غداة مغادرة القوات البريطانية منطقة الخليج في اواخر عام 1971، ثم فرضت دولة الامارات العربية المتحدة، التي اقيمت في بداية العام التالي، سيطرتها على بقية اجزاء جزيرة ابو موسى، عقب انضمام امارة الشارقة اليها، وتم تقسيم العائدات النفطية بين ايران ودولة الامارات من حقول جزيرة ابو موسى، حسب الاتفاق المذكور. وفي عام 1980 عقب ثورة اية الله خميني والاطاحة بحكم الشاه، طرحت دولة الامارات مطالبها بالسيادة على الجزر الثلاث امام منظمة الامم المتحدة، الا ان حرب الخليج التي اندلعت بين العراق وايران في العام ذاته، ابقت الخلاف حول الجزر في سباته. وتجدد الخلاف عام 1992، حين استولت ايران على جزيرة ابو موسى كلها، ثم على جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، الامر الذي اثار معارضة عارمة من جانب دولة الامارات العربية المتحدة، التي اعتبرته انتهاكا لحقوقها في هذه الجزر، ومنذ منتصف التسعينات ازدادت حدة الخلاف بين الدولتين، بعد ان عمدت ايران الى اتخاذ اجراءات لاحكام سيطرتها على جزيرة ابو موسى، منها بناء مهبط للطائرات في الجزيرة، واقامة مشاريع مدنية اخرى. كما عمدت ايران الى زيادة حجم قواتها المرابطة في جزيرة ابو موسى، وتعزيزها بدبابات ومدافع وصواريخ. وازاء الاجراءات الايرانية التي شكلت خرقا واضحا لاتفاقية عام 1971 ، طرحت دولة الامارات الموضوع في اطار مجلس التعاون الخليجي، الذي بادر عام 1999 الى انشاء لجنة ثلاثية لبحث الموضوع مع ايران، ثم اقترح رفع الخلاف بشان الجزر الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، الا ان ايران رفضت التعاون مع اللجنة الثلاثية، بل واصلت خلال السنوات في مساعيها لترسيخ سيطرتها على الجزر الثلاث، الامر الذي حدا قبل عدة اعوام بدولة الامارات الى تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي.
خليج عربي أم فارسي!!
الخليج العربي هو ذراع مائية لبحر العرب يمتد من خليج عمان جنوبا حتى شط العرب شمالا بطول 965 كيلومترا، وتبلغ مساحته نحو 233،100 كيلومتر، ويفصل بين شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب إيران، وتطل عليه ثماني دول هي العراق والكويت والسعودية وقطر والإمارات وعُمان وإيران كما تحيط مياهه بدولة البحرين. ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام، كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر. في حين يرى أغلب العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم، وأنه مبرر لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، بينما تطل إيران على حوالي الثلث، وأنه حتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الشمال الشرقي في العديد من مدن إقليم بوشهر مثل بوشهر وعسلوية وبندر كنغان أو في الشرق في بندر لنجة وبندر عباس،(حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى ضمتها إيران)، كما أن العرب يشكلون سكان أهم جزيرتين مسكونتين في الخليج العربي وهما جزيرة البحرين وجزيرة قشم بالإضافة إلى أن العرب يشكلون السكان الأصليين لجميع الجزر المأهولة في الخليج العربي قبل ظهور النفط، وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يسكن جزره وسواحله، هذا بالإضافة إلى أنه منذ عام 1935، لم تعد تسمية "بلاد فارس" موجودة سوى في السجلات التاريخية بعدما أصدر الشاه الإيراني رضا شاه بهلوي مرسوماً قضى بتغيير اسم بلاده إلى "إيران"، فكيف من المنطقي أن يشار إلى الخليج بـ"الفارسي". لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من إيران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، غضب القوميون الفرس، واتهموا المؤسسة بتلقي الرشاوي، واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»، متناسية أن اسرائيل نفسها تستعمل مصطلح "الخليج الفارسي". وكان للخلاف على تسمية الخليج العربي بين العالم العربي وإيران عدد من الانعكاسات وردود فعل على مستوى الدول، من أبرزها: تصريح لسفير الكويت في إيران في فبراير 2010 أن التسمية ليست موطن خلاف، وأن تسميته بالخليج العربي تمت تحت ظرف سياسي معين وأن اسمه سيظل الخليج الفارسي. ألغت إيران الدورة الثانية من ألعاب التضامن الإسلامي يناير 2010 بسبب اعتراض العرب على تدوين كلمة "الخليج الفارسي" على قلائد البطولة وجميع وثائقها، وكان العرب قبل ذلك اقترحوا كتابة لفظة الخليج فقط، لكن إيران واجهتهم بالرفض. وفي لقاء في طهران بين أحمدي نجاد وحمد بن خليفة آل ثاني مايو 2006، قال الأخير في معرض حديثه عن منتخب إيران لكرة القدم، أن نجاح المنتخب إيران في مونديال 2006 سيسعد سكان الخليج العربي الفارسي فرد عليه نجاد موبخا: أعتقد أنك كنت تقرأ اسمه الخليج الفارسي عندما كنت بالمدرسة! ......
دول الخليج العربي بحاجة فعلية إلى خطة عمل إستراتيجية واضحة للتعاطي مع التمدد الإيراني على أسس وطنية وقومية وإعلامية واثقة ومحددة، تواجه من خلالها المشروع الإيراني بكامله ومن ضمنه كل الأطراف المتحالفة مع طهران، خاصة مع اقتراب الإعلان عن دولة نووية إيرانية، بعد ظهور المؤشرات الكبيرة التي تدفع باتجاه التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية.