إمبراطورية فارس.. الحلم الذي تسعى إيران لتحقيقه على أرض العرب (الحلقة الأولى)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إمبراطورية فارس.. الحلم الذي تسعى إيران لتحقيقه على أرض العرب 
(الحلقة الأولى)


خاص- شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية- : حلم الإمبراطورية الفارسية، هو المشروع الايراني الشيعي الفارسي الذي يهدف إلى فرض النفوذ إلى أطراف مترامية من الوطن العربي، ويمتد الحلم الفارسي شرقا حتى حدود الهند والصين، وغربا حتى حدود البحر المتوسط وإسرائيل... ويرى الفرس حلمهم قابلاً للتحقيق، ويعملون على ذلك ليل نهار، فالعراق في اليد والتحالفات قائمة مع حزب الله في لبنان، وفي سوريا، فضلاً عن اتصالاتها مع أحزاب وهيئات ومنظمات في دول الجوار. كان الحلم قائما عندما كانت ايران تحت حكم الشاه الذى نصب نفسه شرطيا .




لخليج، ولكنه سقط بعد الثورة الإيرانية، إلا أن بسقوطه لم يسقط الحلم، فقد جاء بعده "الخميني"، الذي أضاف بعدا دينيا (شيعيا) للإمبراطورية الفارسية وجعل نفسه هبة إلاهية للعرب والمسلمين، رافعا في وجههم شعار "تصدير الثورة"، وأخذ في التخطيط للحصول على ثروة العرب النفطية الهائلة، التي يراها كفيلة لتمويل امبراطوريته الفارسية الشيعية.
الإمبراطورية الفارسية
تعتبر الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية، من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي، حتى إنها فاقت الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة، ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة النبوية وبعدها. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة كورش، وكان يطلق عليها حتى بداية القرن الماضي تسمية "فارس"، وهو الاسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية الكردية اللتان كانتا قومية واحدة وانفصلتا عبر الزمن وإن كانت اللغتان ما زالتا متشابهتان إلى حد كبير جدا والتي تشكل اليوم إيران، ولكل جزء من أجزائها تاريخ مستقل، وأهم الامبراطوريات التي حكمتها قبل الإسلام هي أمبراطورية الفرس، والتي كانت على سلالتين الأولى الاخمينية وتدمرت على يد الإسكندر المقدوني حوالي 330 ق.م، ثم ظهرت سلالة فارسية أخرى عام 224 م، ولم يحكم الفرس إيران حتى القرن العشرين بحكم الشاه محمد رضا بهلوي. وكانت بلاد إيران تحت حكم الدولة الساسانية في القرن السابع الميلادي، وكونت الفرس مادة الإمبراطورية، ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر، والعرب في العراق، وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها، فأحياناً تغلب على أطراف بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس، ثم استولت على مصر سنة 616م. ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة622م، ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة 625م، ثم هزمهم هزيمة ساحقة سنة 627م قرب أطلال نينوى، مما أدى إلى ثورة العاصمة ضد كسرى الثاني، وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل، على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك، إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية، حتى تعاقب على عرش فارس في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكماً، مما مزّق أوصال دولة الفرس، وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية، حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الفتح. وتوالت السنين على الإمبراطورية الفارسية في ظل الحكم الإسلامي وتعاقب على حكم بلادها الكثير والكثير من الخلافات الإسلامية بداية من الأموية وحتى الخوارزمية، حتى جاء أحد أسوء العهود في تاريخ إيران، وهو الغزو المغولي، حيث قتل فيه الملايين من الإيرانيين، إضافةً إلى تدمير الحضارة وترك الأمور فوضى. وبقيت إيران تفتقد إلى حكومة مركزية موحدة منسجمة، إذ كانت تحكم حكومات إقليمية محلية نقاط مختلفة من البلاد ثم تلته السلالة الملكية الأفشرية وبعدها الزندية فالقجارية، ثم الدولة الصفوية (1501) ثم السلاله البهلوية حتى قيام الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إيران تحت حكم الشاه
وصل الشاه محمد رضا بهلوى إلى السلطة سنة 1941 بعد عزل والده رضا بهلوي، من قبل غزو تحالف القوات البريطانية والسوفياتية سنة 1941، أمسك محمد رضا بهلوي بالسلطة حتى ثورة 1979 مع انقطاع قصير في سنة 1953، حين تعرض لانقلاب من رئيس وزرائه محمد مصدق الذي قاد حملة لتأميم حقول النفط في البلد وسيطر على القوات المسلحة. وفي تلك السنة فر "الشاه" من البلاد لفترة وجيزة بعد صراع على السلطة نشأ بينه وبين رئيس وزرائه، إلا أنه عاد مجدداً عبر انقلاب العسكري على حكومة "مصدق"، تحت رعاية المخابرات المركزية الأمريكية والاستخبارات السرية، في عملية سرية أطلق عليها اسم عملية آجاكس، وتم الإطاحة بحكومة محمد مصدق واعتقاله. وفي عام 1963 أعلن الشاه برنامج الإصلاحات المعروف باسم "الثورة البيضاء"، والتي شملت إعطاء حق التصويت والاقتراع للنساء، وتغيير قوانين الانتخابات التي أتاحت انتخاب ممثلين للأقليات الدينية للبرلمان وإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية، الذي يمنح المرأة المساواة القانونية في الزواج، وتوزيع ممتلكات بعض رجال الدين الشيعة، إلا أن ذلك أثار غضب المعارضة التي تحركت تحت قيادة "الخميني" في العام التالي نشبت أعمال شغب بعد أن اعتقل الخميني ثلاثة أيام على أثر تصريحه بأن الشاه "رجل بائس سيء"، وقد واجهت الشرطة أعمال الشغب تلك مستخدمة القوة المفرطة، كما وضع الخميني تحت الإقامة الجبرية لمدة 8 شهور ثم أفرج عنه. إلا أن الخميني وبعد الإفراج عنه تابع التحرك ضد الشاه بخصوص علاقته مع إسرائيل، وخصوصا "تنازلات" الشاه لتمديد الحصانة الدبلوماسية لعسكريين أميركيين، فأعاد الشاه عتقال الخميني في نوفمبر 1964 وأرسله إلى المنفى، الذي بقي فيه لمدة 14 عاما حتى قيام الثورة الإيرانية.
الثورة الإيرانية والإطاحة بحكم الشاه
بلغت الاحتجاجات ذروتها في ديسمبر 1978، خلال شهر محرم أحد أهم الشهور لدى المسلمين الشيعة، وخرج إلى شوارع طهران نحو مليوني شخص ملئوا ساحة أزادي (شاهياد) مطالبين بإزالة الشاه وعودة الخميني. وتحولت المظاهرات الحاشدة إلى أحداث منتظمة، فرض الشاه الأحكام العرفية، وحظرت كل التظاهرات، وفي يوم الجمعة 8 سبتمبر 1978، خرجت مظاهرة حاشدة للغاية في طهران، حولت ذلك اليوم إلى ما بات يعرف باسم الجمعة الأسود، لما شهده من أحداث دامية ووحشية في قمع المتظاهرين. ونزولاً عند طلب رئيس الوزراء الدكتور شابور بختيار، غادر الشاه والملكة إيران في 16 يناير 1979، وخلال ساعات دمرت كل رموز سلالة "بهلوي"، وأعلن "بختيار" حل البوليس السرى (سافاك)، والإفراج عن السجناء السياسيين، ووعد بانتخابات حرة وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية، كما سمح بعودة الخميني إلى إيران، طالبا منه تاسيس دولة مثل الفاتيكان فى " قم " وقد انقسمت الثورة الايرانية الى مرحلتين :

المرحلة الأولى دامت تقريبا من منتصف 1977 إلى منتصف 1979، وشهدت تحالفاً ما بين الليبراليين واليساريين والجماعات الدينية لإسقاط الشاه، وسميت المرحلة الثانية بـ"الثورة الخمينية"، حيث شهدت بروز آية الله الخميني وتعزيز السلطة والقمع وتطهير زعماء الجماعات المعارضة للسلطة الدينية. وفي بداية الثورة وبعد رحيل الشاه، بادرت القيادات إلى إعدام كبار مسؤولي الشاه من الجنرالات أو المدنيين بهدف إزالة خطر أي انقلاب.
عودة الخميني
روح الله الخميني يعد مؤسس "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وحاول العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة، ويرى البعض أن قيام الحرب العراقية الإيرانية كانت من نتائج تلك السياسة، وكذلك الحرب الأهلية الأفغانية. عاد الخميني إلى طهران في فبراير 1979، محاطاً بحماس وتحية عدة ملايين من الإيرانيين، الذين استقبلوه بتحية: "السلام عليكم أيها الإمام الخميني"، وأصبح بالنسبة للبعض شخصاً "شبه مقدس" والقى الخمينى كلمة 



في اليوم نفسه أكد فيها رفضه لنظام رئيس الوزراء "بختيار"، وعين منافسه مهدي باذرخان مؤقتاً رئيساً للوزراء، وقال: "بما أنني قد عينته، فيجب أن يطاع"، واعتبر أنها "حكومة الله" وحذر من عصيانها، فأي عصيان لها "عصيان لله"، وفيما راحت حركة الخميني تكتسب مزيداً من الزخم، بدأ الجنود بالانضواء في جانبه.
إيران ما بعد الثورة
يتفق معظم المراقبين على أن للثورة الإيرانية تراث مختلط، فدولياً ينظر إليها على أنها المسؤولة عن بدء حقبة الأصولية الخمينية، من حزب الله إلى تنظيم القاعدة إلى الجماعات الجهادية المتنوعة. في إيران لقيت بعض أهداف الثورة العامة (خصوصاً القضاء على العلمانية والنفوذ الاميركي في الحكومة) نجاحات معقولة. في حين أن أهداف أخرى (مثل زيادة الحرية السياسية والمساواة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي وتثقيف الجماهير، والنزاهة والفعالية والكفاءة في إدارة الحكومة) لم تلاق مصيراً مشابهاً. فالخوف من البوليس السري "السافاك" حل محله الخوف من "الحرس الثوري"، على الرغم من بروز درجة من التمثيل الحكومي والانتخابات الديمقراطية في مرحلة ما بعد الثورة من حيث الهيكل السياسي، لكن البعض يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في النظام الديني تزيد عما كان يحصل في عهد الملكية.
محاولة انقلابية فاشلة
في يوليو 1980، اجتمع زبيغنيو برزينسكي مستشار الأمن القومي الإيراني بالحسين بن طلال ملك الأردن في عمّان لمناقشة خطط مفصلة يرعى من خلالها الرئيس العراقي صدام حسين تقديم انقلاب في إيران ضد الخميني عن طريق غزو عراقي لإيران، وذلك تلبية لدعوة من ضباط إيرانيين يخططون لانقلاب أو انتفاضة في يوليو 1980، وأطلق على تلك العملية اسم "نوجة". كان بختيار شابور الذي فر إلى فرنسا بعد تسلم الخميني السلطة، يدير العمليات من بغداد والسليمانية في الوقت الذي تم فيه اللقاء بين زبيغنيو والحسين بن طلال، إلا أن تلك الخطة قد تسربت أنباءها إلى الخميني عن طريق عملاء سوفييت في فرنسا وباكستان وأمريكا اللاتينية، وسرعان ماتمكن الرئيس الإيراني الحسن بني صدر من تطويق قرابة 600 من الضباط وأعدم كثيراً منهم، واضعاً نهاية حاسمة لخطة "نوجة" للانقلاب.
قبل سنوات قليلة نبه جلالة الملك عبدالله الثاني من المثلث الشيعي في المنطقة، ولكن لم تؤخذ تحذيراته انذاك على ما تستحق من عناية واهتمام، وهو ما دفعنا وسندفع ثمنه قريبا، نتيجة التفرج على الحلم الذي يسعى اصحابه لتحقيقه على جثث وأراضي العرب، ومازال الخطر قائم، فالجيش الايراني يحسم كل المعارك في المنطقة، والعرب مازالوا يحتفلون بامجاد الماضي، فهل نستفيق من نومنا الهادىء المريح لنقف أمام مارد يتخذ من الاسلام قناعا للانقضاض ...
........
في الحلقة القادمة نستعرض سلسلة من الأحداث التي غيرت من موازين القوة في المنطقة، بداية من قرار صدام حسين بإتمام مخطط "نوجة" بدون معونة الضباط الإيرانيين، ليبدأ بذلك "حرب الخليج الاولى" التي كتبت بداية الصراع بين إيران ودول الخليج، الصراع الذي لم تكتب له نهايةً حتى الآن.





التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات جريدة اخبار الشرق الاوسط الدولية اخبار الشرق الاوسط الدولية الدولية نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من الجريدة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي قبل نقل أي موضوعالمرجوا زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 التعليقات:

مؤشر الزيارات

facebook

اخر التعليقات

شارك معنا

أرشيف الموقع

تغريدات تويتر

أحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام

Check Page Rank
تصميم و تطوير : midestnews
اخبار الشرق الاوسط الدولية © 2016