إسرائيل وبداية الطريق إلى البيت الأبيض

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إسرائيل وبداية الطريق إلى البيت الأبيض




شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية
من المعروف للجميع أن أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية في العالم والمنطقة هو "أمن اسرائيل"، وليست القضية الفلسطينية، كما أنه أهم المحاور الأساسية في الانتخابات الأمريكية لجميع المرشحين، سواءً كان مرشحًا ديمقراطيًا أو جمهوريًا، فالمزاودة والمغالاة في التعهد بأمن اسرائيل جزء من الصراع الانتخابي، والجميع يتبارى على اثبات من سيقدم أكثر لإسرائيل.
يرى محللون أن أمريكا تدار كـ"شركة"، حيث المصالح هي التي تقود، والرئيس لا يصنع القرار منفردًا، والسياسة في الولايات المتحدة عبارة عن عدة لوبيات تصنع السياسة، وعلى رأسها "لوبي صناعة السلاح ولوبي النفط ولوبيات دينية".
ويتسابق مرشحو انتخابات الرئاسة الأميركية لكسب ود الصوت اليهودي عبر التأكيد على الانحياز لإسرائيل، حيث قرروا وضع "إسرائيل" ضمن أولوياتهم الانتخابية والتباري على من يبقيها آمنة، ومن يستطيع إصلاح العلاقات المتوترة بين أوباما ونتنياهو، ليؤكدوا أن إظهار الولاء لإسرائيل هو أمر واجب ومُلزم لأي شخص يسعي ليصبح رئيسًا لأمريكا.
فنجد منهم من يصرح علنًا بنيته حظر دخول المسلمين إلى أمريكا، ونجد الآخرين يتجادلون حول من هو الأكثر تأييداً لإسرائيل، إلا أن هناك بعض الأصوات في تل أبيب تنادي بدعم هيلاري كلينتون التي دافعت عن المجندين في جيش الاحتلال، وأدرجتهم ضمن برنامجها الانتخابي، كما أنها زوجة بيل كلينتون الذي يحبونه.
ويعتقد كثير من المحللين والمتطلعين على مجريات الأمور أن المنافسة باتت واضحة بين المرشحين هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب.
ترامب عدو المسلمين
بالأمس، كان المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية "أيباك، الذي شهد حضور كافة المرشحين المحتملين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، باستثناء المرشح الوحيد من أصل يهودي، الديمقراطي برني ساندرز، وفيه اجتهد جميع المرشحين لكسب ود الصوت اليهودي عبر التأكيد على الانحياز لإسرائيل.
"حال فوزي بالانتخابات الأمريكية، سأقوم بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب الى القدس (العاصمة الموحدة لإسرائيل)، "إسرائيل هي دولة يهودية وستبقى للأبد دولة يهودية"، "اسمي دونالد ترامب وأنا معجب جدًا بإسرائيل"، ما سبق هو مجموعة من تصريحات ترامب المثيرة للجدل، التي يسعى من خلالها لكسب الأصوات في الانتخابات التمهيدية ليفوز بمقعد الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ترامب أكد في تصريحه أمس الاثنين، خلال مؤتمر "أيباك"، أنه سينحاز إلى إسرائيل، وأن على الفلسطينيين أن يأتوا إلى الطاولة وهم يعرفون أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل "غير قابلة للكسر".
ويضيف: "عليهم القدوم وهم يريدون ويستطيعون وقف الإرهاب الذي يرتكب بشكل يومي ضد إسرائيل وعليهم أن يأتوا على الطاولة وهم يعتزمون قبول أن إسرائيل دولة يهودية، قبل أن يذهب إلى أبعد من ذلك بتعهده نقل السفارة الأميركية إلى القدس"، كما أنه تعهد بمواصلة تحالف أميركي قوي مع إسرائيل إذا انتخب رئيسا في نوفمبر المقبل، قائلا إنه "سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على إسرائيل".
ويرى بعض المحللين السياسيين أن الإسرائيليين مندهشين ومصدومين بهذه الظاهرة التي تسمى بـ”دونالد ترامب”، “مثل العالم بأسره.
وكشف "ترامب"، خلال حوار منذ عدة أيام، أن ابنته الكبرى متزوجة من يهودي "صهيوني" مؤيد لإسرائيل، وشارك في عدة مناسبات تدعم تل أبيب، وهذا ما يراه تأكيدًا على مدى الصداقة التي ستربطه بإسرائيل.
ترامب يرى أن الرئيس أوباما لم يقدم ما تحتاجه إسرائيل من الدعم اللازم، والدليل العديد من الزيارات التي أجراها نتنياهو للبيت الأبيض، حيث كان يعود منها محبطا، مؤكدصا أن ذلك لن يتكرر في حالة فوزه في الانتخابات، مدللًا بذلك على الاتفاق النووي الإيراني.
ويتابع ترامب أن ذلك الاتفاق هو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل، حيث كشف عن وجود بند في الاتفاقية يسمح لإيران بالهجوم على إسرائيل في حالة ما إذا قامت تل أبيب بقصف المنشآت النووية، فضلًا عن حصول طهران بموجب الاتفاق على 150 مليار دولار من أموالها المجمدة.

كلينتون: أمن إسرائيل لا يقبل التفاوض
تحظى هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بتأييد كبير في الأوساط الإسرائيلية، حيث تدافع عن المخطط الإسرائيلي منذ فبراير الماضي على أقل تقدير، كما أنها مقربة إليهم ومألوفة عندهم بسبب ما يقال عن حب الإسرائيليين لبيل كلينتون زوجها، بالإضافة إلى تحذير ماركو روبيو قبل انسحابه بخوفه على الإسرائليين من ترامب!.
ولا ينسى الإسرائيليون قبل الفلسطينيين، ما تم كشفه عن وعد كلينتون في فبراير الماضي، للملياردير اليهودي الأميركي، حاييم صابان، بأنها ستسمح لإسرائيل بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة، وليس ألفين فقط، حال تولت رئاسة الولايات المتحدة.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية رسالة "مسربة" بعثتها هيلاري كلينتون إلى "صابان" أعلنت فيها عن نواياها منح الضوء الأخضر لإسرائيل لقتل ما يقارب 10% من سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الكامل لإسرائيل، حيث ترى كلينتون أن إسرائيل لم تلقن حماس درسًا كافيًا خلال العدوان الأخير، وأن أوباما لم يتعامل كما يجب، وتساهل مع "الإسلاميين الفاشيين"، في إشارة لحركة حماس، مؤكدةً أنها في حال تولت الرئاسة، ستمنح "الدولة اليهودية" كل الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي اللازم من أجل القضاء على حماس، حتى لو كان الثمن 200 ألف قتيل في غزة".
وتراجعت بعد ذلك كلينتون عن ذلك التصريح بعد موجة من الانتقادات والغضب الشديد، فقال المسؤولون عن حملتها إنها قصدت أن تكتب"20 ألف وليس 200"، وهذا التبرير يعتبر عذرًا أقبح من ذنب، فقتل 20 ألف إنسان هو جريمة مروعة وليس بأقل فاشية أو وحشية، والموافقة عليها كذلك.
المرشحة الديمقراطية إلى البيت الأبيض، هيلاري كلينتون، التي تسعى لأن تصبح أول امرأة ترأس الولايات المتحدة، وجهت من على منبر "أيباك"، أمس الاثنين، انتقادًا شديدًا إلى خصمها الجمهوري دونالد ترامب، متهمة إياه في شكل غير مباشر بتبني سياسة غير ثابتة حيال إسرائيل، وقالت: "نحتاج إلى ثبات، وليس إلى رئيس يقول إنه حيادي الاثنين، ومؤيد لإسرائيل الثلاثاء، ولا نعرف ماذا سيقول الأربعاء، لأن كل شيء مطروح للتفاوض" إلا أمن إسرائيل "ليس مطروحا للتفاوض".
وتقول كلينتون، إن الولايات المتحدة "لا يمكن أن تكون محايدة فيما يتعلق بأمن إسرائيل وبقائها"، إن من أجل أمن إسرائيل والعالم، يجب أن تبقى أميركا زعيمة عالمية محترمة وملتزمة بالدفاع عن النظام العالمي ومساندته"، وكأن فلسطين ليست من هذا النظام العالمي!.
ومنذ اتخاذ هيلاري كلينتون، قرارًا باقتحام عالم السياسة، بعد إجبار زوجها الرئيس السابق على الاستقالة، بسبب فضيحته الجنسية الشهيرة، بدأت في التودد إلى اللوبي الصهيوني بأمريكا للحصول على دعمه المعنوي والمادي، خلال خوضها لانتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، وصاحب ذلك تصريحات لها، تؤكد نيتها تكريس جهودها داخل الكونجرس لتوحيد مدينة القدس لتصبح عاصمة لـ"إسرائيل".
 على متابعي الانتخابات الأمريكية من المنطقة العربية كلها، ألا يتفاءلوا بأن يدعم الفائز فيها أو يساند القضية الفلسطينية أو المنطقة العربية بشكل عام، فالأمن المقدس لإسرائيل والتعهد بالولاء له، والدفاع عن شرعيتها وتعزيز أمنها والعلاقات الاقتصادية معها، وبلوغ مستوى آخر من التحالف معها هو الضمان الوحيد لأي مرشح في تلك الانتخابات، فلن يختلف المرشح  الفائز كثيرًا عن غيره، لأن السياسية الامريكية شبه ثابتة مع بعض الاختلاف في التنفيذ.


التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات جريدة اخبار الشرق الاوسط الدولية اخبار الشرق الاوسط الدولية الدولية نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من الجريدة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي قبل نقل أي موضوعالمرجوا زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 التعليقات:

مؤشر الزيارات

facebook

اخر التعليقات

شارك معنا

تغريدات تويتر

أحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام

Check Page Rank
تصميم و تطوير : midestnews
اخبار الشرق الاوسط الدولية © 2016