“اتفاق لوزان” والكابوس النووي لدول الخليج “إيران دولة نووية” (الحلقة الخامسة)

“اتفاق لوزان” والكابوس النووي لدول الخليج “إيران دولة نووية” (الحلقة الخامسة)



شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية : وسط تطمينات واهية وتحركات مسرعة ومخاطر محدقة تعيش منطقة الخليج العربي هذه الأيام في كابوس حقيقي يتمثل في الإعلان عن والتعامل مع دولة نووية إيرانية، في ظل وجود مؤشرات كثيرة تدفع باتجاه التوصل لاتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد اتفاق الإطار الذي تم بين طهران والقوى الكبرى أو ما يعرف بمجموعة (5+1) وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية نهاية الشهر الماضي.
"الخطوة التاريخية"
"إنها خطوة تاريخية"، بهذه الكلمات وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما اتفاق الإطار مع طهران بشأن ملفها النووي، معتبراً أنه سيمنعها من الحصول على سلاح نووي، وسيجعل العالم أكثر أمانا. هكذا صرح أوباما في بيانه المتلفز بعد الاتفاق مع إيران، واتفق معه في هذا الرأي كل من وزير خارجيته جون كيري، ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وروسيا (فيليب هاموند، لوران فابيوس، وسيرجي لافروف).


وكانت طهران قد أبدت مرونة حول حجم وأبعاد برنامجها النووي، إلا أنها لا تتساهل في قضية ايقاف هذا البرنامج، بل تعتبر الدعوة الى تجميده وايقافه خطا أحمر، وفي نفس الوقت فان الغرب لم يعد مصرا على تعطيل وتجميد البرنامج النووي شرط أن يبقى في مستوياته الدنيا. وتوصلت إيران ومجموعة الدول الكبرى الست إلى اتفاق إطار لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني في مدينة لوزان السويسرية نهاية مارس الماضي، في خطوة أساسية على طريق التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول الثلاثين من يونيو المقبل.
الاحتفالات تعم طهران
وفي العاصمة الإيرانية طهران، نزل مئات الإيرانيين إلى شوارعها للاحتفال باتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في مدينة لوزان السويسرية بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. وسير المحتفلون مواكب سيارة في جادة والي العصر، ما أدى إلى توقف السير في جزء من هذه الجادة التي تجتاز العاصمة من جنوبها إلى شمالها، فيما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم بينما راح المشاة يغنون ويرقصون على الرصيف.
تداعيات الإتفاق على الخليج
أصبحت دول الخليج العربي على موعد مع دولة "جارة" نووية ستزداد قوة إلى قوتها الحالية وعنجهية إلى عنجهيتها الراهنة بما سيفتح شهيتها نحو مزيد من التغلغل والتدخل في الشؤون الخليجية والعربية والاستمرار في السعي نحو الحلم القديم، حلم الإمبراطورية" ، إضافةً إلى تطوير دورها التخريبي الذي تقوم به سواء عبر تدخلاتها المباشرة أو عبر وكلائها وأتباعها وأذرعها من اشخاص وجماعات وأحزاب يلعبون دور سفراء للنوايا الإيرانية السيئة ووزراء خارجية لتلك الدولة الإيرانية ومدافعين عن أمنها وسلامتها ومنفذين لسياستها ويمثلون أدوات طيعة في يد الجمهورية الإسلامية. وعلى الصعيد الخليجي، تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي لإطلاعهم على تفاصيل ذلك الاتفاق، ودعاهم إلى اجتماع قمة معه في منتجع كامب ديفد لبحثه. وقد أشار بعض المحللين المختصين في شؤون الشرق الأوسط أن دول الخليج -خاصة السعودية- تتخوف من أن ذلك قد يكون مقدمة نحو اعتراف بتصاعد القوة الإيرانية في الخليج وباقي أنحاء المنطقة. وما يزيد القلق لدى الكثيرين المهتمين بالملف الإيراني وخطره على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، هو تحذيرات المعارضة الإيرانية قبل أيام قلائل من أن حكام طهران ماضون في برامجهم للحصول على سلاح نووي، كاشفة عن موقع نووي سري جديد تخفيه طهران عن وكالة الطاقة الذرية وعن القوى العظمى التي تشارك في المفاوضات. وتباينت الآراء في صفوف المحللين والمراقبين لشؤون المنطقة بشأن تداعيات ذلك الاتفاق على سياسات التسلح في منطقة الخليج، وتحديدا في ما يخص السلاح النووي، حيث رجح البعض أن يطلق الاتفاق سباق تسلح نووي في المنطقة بينما استبعد كثيرون حصول ذلك، إلا أنهم يكادوا يجمعوا على أن الاتفاق سيكون باعثا على ارتفاع نفقات التسليح لدى بلدان الخليج العربي رغم التراجع الحاد لأسعار النفط. ومن جانبه توقع المحلل مير جواد أنفر -وهو إيراني المولد ومحاضر في الشؤون الإقليمية في مركز هرتسيليا بإسرائيل- أن تتصدى دول الخليج لتأثير إيران في المنطقة خاصة في العراق واليمن وسوريا، ورجح أن يتواصل ذلك التصدي بعزيمة أقوى مما سبق وبطريقة موحدة.
تحذيرات من اتفاق "لوزان"
لقي هذا الاتفاق معارضة من بعض الشخصيات والمحللين المتخصصين في الشرق الأوسط، فنجد رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، ينتقده قائلاً: "إن إطار الاتفاق الذي أعلن يمثل "انحرافاً مثيراً للقلق" عن أهداف أوباما المبدئية"، مضيفاً "في الأسابيع القادمة سيواصل الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الضغط على هذه الإدارة بشأن تفاصيل هذه المعايير والأسئلة الصعبة التي بقيت بدون إجابات." وقد حذر بعض المحللين السياسيين من الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته الإقليمية والدولية، مشددين على أن العرب سيعتبرون مخطئين تمامًا إذا عدّوا الاتفاق النووي الإيراني مسألة تفاصيل لم يُتفق عليها بعدُ، أو إذا اكتفوا بعدّ أنفسهم بندًا على قائمة الأضرار الجانبيّة للعلاقة "الأميركية ـ الإيرانية". فالتحدي الكبير هو تحوّل العرب إلى الذات الرئيسة الفاعلة في تاريخهم على الأقل، وهذا غير ممكن من دون دول إقليميّة قويّة أو اتحاد دول، وأيّ منها غير ممكن من دون إصلاحٍ في البنى السياسية لأنظمة الحكم العربية. وأضافوا أنّ اتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى هو بمثابة تتويج لصيرورة تحولات تاريخية دولية وإقليمية، لعل أبرزها هو تراجع الإدارة الأمريكية عن التدخل في الخارج، وصعود روسيا وتحالفها مع الديكتاتوريات ضدّ التدخل الأجنبي، وصعود الشعوب العربية كقوةً على مسرح التاريخ مطالبةً بالحرية والكرامة، وبنظام حكم ديمقراطي. وأشاروا إلى التمدّد الإيراني الإقليمي عبر تقاطع مصالحها مع الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001، وفي العراق عام 2003، ومع نهوض الشعوب العربيّة الثوري عام 2011 لم تقف إيران مع تطلعات الشعوب، بل استغلّت هشاشة الدول العربية لتوسيع نفوذها. في حين أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما أن اتفاق الإطار حول الملف النووي الإيراني، يهدد بقاء إسرائيل، حيث يمهد الطريق أمام إيران لحيازة القنبلة الذرية. كما وصف مسؤول إسرائيلي الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي، وسيؤدي إلى اتفاق نهائي سيء وخطير"، مضيفاً أنه "يمنح شرعية دولية للبرنامج النووي الإيراني الذي هدفه الوحيد صنع القنبلة النووية"، حيث ستواصل طهران تخصيب اليورانيوم وستواصل الأبحاث والتطوير في ما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي ولن تغلق أياً من منشآتها النووية بما فيها موقع فوردو تحت الأرض".
من يقود المواجهة ضد التوغل الإيراني!!
إذا كانت السعودية وتركيا يعمل كل منهما بطريقته الخاصة لمحاربة النفوذ الإيراني، فإن كلاهما يتنافس مع الآخر لقيادة الدول السنية في المنطقة في مواجهة إيران التي تحاول استعادة أمجادها السابقة عن طريق استعادة علاقاتها الطبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية وسعى الأخيرة إلى التخلص من إرثها الثقيل في الشرق الأوسط. وتتنافس كل من تركيا والسعودية على قيادة الدول السنية لاحتواء تطلعات إيران الإقليمية، لكنه في الوقت الذي مازالت فيه تركيا في مرحلة التصريحات والمواقف الدبلوماسية بدأت السعودية قيادة عملية عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين "الذراع الإيراني في اليمن"، وأصبحت وجهة السنة في العالم العربي لتجعل مكانتها الدينية مقترنة بمواقف قوية تضمن لها مرتبة القيادة. تركيا تريد أن تكون قائدا للدول الإسلامية السنية في الشرق الأسط، لكنها تواجه منافسة من السعودية التي بدأت في الآونة الأخيرة تسحب البساط من تحت أقدام الأتراك الذين وصف البعض مواقفهم بأنها مجرد تصريحات سياسية لا ترقى إلى حد الأفعال. وفي ذات الأثناء فإن تركيا لديها بعض التحفظات في تحد طهران، فهي تدفع في اتجاه طرق غير مباشرة مثل دعم المعارضة الإسلامية في سوريا وتوطيد مواضع أقدام لها في اقتصاد كردستان العراق، في ذات الوقت الذي تعمل فيه بصورة مباشرة مع الحكومة الشيعية في بغداد، لكن مؤهلاتها كدولة قيادية في مواجهة السعودية ستبقى رهن التساؤلات.
سيناريوهات محتملة
وفي سياق مختلف، حلل الدكتور عبد الوهاب القصّاب، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، انعكاسات الاتفاق النووي الإيراني على التشكيل الجيوستراتيجي في المشرق العربي، وأكّد أنّ هناك سيناريوهين ممكنين يرتبطان بالطريقة التي سيعيد بها النظام الإيراني توجيه جهده وبنتائج عاصفة الحزم. وأوضح أنّ السيناريو الجيد يتوقع أن تصل «عاصفة الحزم» إلى تحقيق نتائجها النهائية وإعادة الشرعية إلى اليمن، وهو ما سيجعل الطرف الإيراني يدرك أنه ليس من مصلحته الذهاب نحو صراع إقليمي في هذا الوضع؛ لأنّ هناك طرفًا عربيًا يثبت أنه موجود ورقم مهمّ في المنطقة. أمّا السيناريو الأسوأ، فيتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى تفرّغ إيران لإعادة بناء قوتها التسليحية، في مقابل تخلي السعودية والدول المشتركة في «عاصفة الحزم» عن المضي في العملية إلى غاية تحقيق أهدافها الكاملة، وهو ما سيعطي إشارة إلى عجز الطرف العربي عن فرض «التوافق بالردع» ويفسح لإيران مجال تدخلٍ أوسع في المجال العربي. أمّا السيناريو الأسوأ، فيتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى تفرّغ إيران لإعادة بناء قوتها التسليحية، في مقابل تخلي السعودية والدول المشتركة في «عاصفة الحزم» عن المضي في العملية إلى غاية تحقيق أهدافها الكاملة، وهو ما سيعطي إشارة إلى عجز الطرف العربي عن فرض «التوافق بالردع» ويفسح لإيران مجال تدخلٍ أوسع في المجال العربي. إلا أنه يوجد سيناريو أخر بعيداً عن تحليل "القصاب" وهو تلك التصريحات التي كان كبار أمراء الأسرة الحاكمة قد ذكروها مرارا، عن أنهم في الرياض سيسعون للحصول على نفس الحقوق النووية التي تتفق القوى العالمية عليها مع إيران في المحادثات التي جرت في مدينة لوزان في سويسرا، ولمحوا أيضا إلى أنه اذا فشلت المفاوضات في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية فإن المملكة ستسعى لامتلاكها. وقال «عبد العزيز بن صقر» رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة وجنيف «إذا امتلكت إيران قنبلة نووية فإن السعودية سيكون عليها أن تفكر بجدية شديدة في موازنة ذلك، السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي». ولم تغب عن الدول التي تفاوضت على الاتفاق المبدئي الإيراني فكرة أن المملكة وغيرها من دول الشرق الأوسط يمكن أن تسعى للحصول على نفس الشروط التي تحصل عليها إيران بموجب الاتفاق لإنشاء برامج نووية سلمية خاصة بها. وتعثر البرنامج النووي السعودي المقترح في السنوات الأخيرة بسبب خلافات على نطاقه وأي الهيئات الحكومية ستتولى السيطرة عليه لكن على الرغم من ذلك وقعت الرياض اتفاقيات للتعاون النووي مع عدة دول. ................
على الدّول العربيّة التي تخشى هذا التمدّد الإيراني أن تعمل على طرح مشروع دولة إقليميّة أو تعاون دول وطنية يمكنها التصدي للمشروع الإيراني، وظهر ذلك جلياً في التحالف العربي في اليمن، ولكننا لا نطالب بأن يكون التحالف عسكرياً فقط، بل أن يكون أكثر تعاوناً في كافة المجالات)، كما ظهرت بوادر تحالفات إقليمية أخرى بين المملكة السعودية وتركيا لمواجهة التمدد الإياني في المنطقة.



اقرأ المزيد

الغزو الفضائي الإيراني للمنطقة العربية.. وخطوة نحو "الحلم" (الحلقة الرابعة)

الغزو الفضائي الإيراني للمنطقة العربية.. وخطوة نحو "الحلم" (الحلقة الرابعة)

 شبكةاخبار الشرق الاوسط الدولية: في ظل المطامع الفارسية للدولة الإيرانية في المنطقة العربية وعلى الرغم من اتباعها لسياسة رقابية صارمة على ما يدخل إلى بيوت مواطنيها، فإنها تستثمر أموالاً طائلة في وسائل غزوها الفضائي للعرب، وذلك بعد أن حشدوا الكثير من الخبرات والتقنيات عالية الجودة للتأثير عليهم من خلال القنوات الفضائية، فالتبشير الشيعي ممنهج جداً، ويقتحم البيوت العربية من خلال الأقمار الصناعية التي تشرف عليها الحكومات العربية من أهل السنة. وبلا أي مقدمات، ولكن بنية مبيتة وتوجه واضح بدأت تغزو فضاءنا التلفزيوني مجموعة من القنوات التلفزيونية ذات التوجه الشيعي، والممولة في غالبيتها من إيران، وهي تسعى جاهدة لنشر مفاهيم مختلفة عن مجتمعاتنا، وإعادة كتابة التاريخ وفق ما يتناسب مع الرؤية الإيرانية الشيعية في روايته. المتابع لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة يجد أن هناك حمى فضائية متسارعة وأحيانًا متصارعة في سياق متوازٍ مع حمى الاستقطاب الديني والطائفي في منطقتنا، ونستطيع بكل صراحة أن نقول: إن الفضائيات الشيعية أصبحت ظاهرة في الإعلام العربي وهي ظاهرة جديرة بالدارسة والرصد للموقوف على أخطارها وأثارها على حاضر ومستقبل الأمة.
بذخ إيراني على الساحة الإعلامية
لا يغيب عن كل مهتم بوسائل الإعلام ذلك الفرق الهائل بين "ما كان" و "ما أصبح" في مجال الترويج للأفكار والتأثير على المتلقي، بين عهد المنشورات وعهد الفضائيات، فالمنشورات حينما كانت الوسيلة المتبعة من قبل أصحاب المشاريع الفكرية أو السياسية كانت توزع في نطاق ضيق جداً، وربما لم يكن الناس يقبلون عليها و من وصلت إلى يديه منهم ربما لم يكن يوليها الكثير من الاهتمام، وينتهي بها المطاف إلى القمامة. ولم يدخر الإيرانيون جهداً في استغلال الفرص المتاحة أمامهم من عجز العرب من حولهم وملئ الفراغ الناجم عن غيابهم في الساحة الإعلامية السياسية، والقنوات الفضائية، شئنا أم أبينا، تدخل علينا في غرف جلوسنا، بل في غرف نومنا أيضاً، ولم تعد اليوم تصلنا قصراً عبر شاشات التلفاز، بل وأيضاً عبر الإنترنت من خلال أجهزة الحاسوب أو الهواتف النقالة. وتتمتع إيران بقدرات إعلامية هائلة يقابلها في الجانب العربي -المتوجس من السياسة الإيرانية- عجز مريع، فنجد على سبيل المثال لا الحصر أن إيران تمول نحو 35 فضائية شيعية في العراق فقط، وكثير من الإذاعات والصحف المحلية والمؤسسات الإعلامية هناك، ولعلنا بعد انتخابات 2005 في العراق رأينا نتاجاً عملياً لهذا النفوذ الإعلامي، حيث وصل المالكي المعروف بولائه الشيعي لإيران إلى سدة الحكم في تلك الانتخابات. وعلى العكس تماماً من ذلك، نحد الداخل الإيراني مفروض عليه عزلة إعلامية، فضلاً عن حجب الكثير من الوسائل الإعلامية العالمية عنه، حيث يعتبر اقتناء صحن تلقي البث الفضائي وجهاز توليف القنوات الفضائية من الممنوعات التي يمارسها كثير من الناس سراً وفي مخالفة للقوانين والإجراءات المعمول بها، كما أنه ليس متاحاً بسهولة في إيران، ما بات مظهراً عادياً من مظاهر الحياة في معظم دول العالم، ولذلك تجد المواطن الايراني يسترق السمع بحثاً عن المعلومة باذلاً الجهد في سبيلها بينما الاموال التي تضخ من قبل النظام في ايران لبث الدعاية السياسية للخارج تكاد تكون بلا حدود أو قيود.
سحر الإعلام ونشر الأفكار
كانت البداية عبر "سَحَر" الفضائية الإيرانية الناطقة بالعربية، والتي اشتهرت ببرامج الشيخ علي الكوراني والشيخ حبيب الكاظمي وغيرهم، وبدأ بثها في العام 1980 بساعة واحدة يوميًا، حتى وصلت ساعات البث إلى عشرين ساعة يوميآ، وركزت تلك القناة في بدايتها على الحرب العراقية الإيرانية ووضعت في استراتيجيها تمجيد الثورة الخمينية وشرح مزاياها مع بعض الغناء الكربلائي والبرنامج الدينية الشيعية، إلا أنها كانت محدودة الأثر بسبب الأوضاع السياسية في تلك الفترة، وسرعان ما تغير اسمها إلى فضائية الكوثر. ثم خرجت بعدها "الأنوار" التي اصبحت في وقتها أول قناة شيعية عربية دينية كاملة، حيث ان التوجه كان ديني اجتماعي فقط، دون سياسي. وظهرت قناة (المنار) اللبنانية التابعة لحزب الله، وقد بدأت بثّها على المحطات الأرضية في العام 1991 ميلادية ثم أصبح بثها فضائيا منذ عام 2000 ميلادية، وإن كانت الظروف السياسية وفقت عائقًا أمام انتشار قناة الكوثر إلا أنها أفادت قناة المنار بشكل كبير فقد أفادت قناة المنار من الظرف السياسي بشكل كبير حيث اكتسبت قاعدة عربية أوسع، بسبب ارتباط مابين القناة والمقاومة اللبنانية الإسلامية، كم أن بثها الفضائي ترافق مع انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة من الجنوب اللبناني. مما أعطى لها زخمًا ساعد على سرعة انتشارها في الأوساط العربية. ويحتوي القمر الصناعي المصري " نايل سات" على العديد من القنوات الإيرانية أو التابعة لها، فنحو 30 قناة تقدم المنهج أو التفكير الشيعي موزعة ما بين قنوات للأطفال، أو قنوات إخبارية وحوارية، قنوات اقتصادية وتعليمية، قنوات فنية وتراثية، وأخيراً القنوات الدينية التي تمثل الأكثرية في القائمة. أما بالنسبة للقمر الصناعي "عرب سات" فعليه حوالي 13 قناة شيعية "موجودة أغلبهم على النايل سات"، وجميع تلك القنوات تصاغ مادتها الإعلامية وفق العقيدة الشيعية وموجهة لخلخلة عقيدة أهل السنة والجماعة بل والسعي لتشييع أكبر قدر ممكن منهم ليصبح الولاء لإيران. وجود مثل هذه القنوات بتلك التوجهات على الأقمار الصناعية العربية تشكل خطورة غير عادية على الأمن القومي للدول، وتكوين قطاع عريض من المواطنين المفتونين بالرموز الشيعية بل والمتشيعين أحياناً، وحينها سيكون ولاؤهم لإيران وليس لدولهم، كما أن خطر التشيع والولاء لإيران وقتها قد يطول بيوت المسئولين أنفسهم والمستقبلة لهذه القنوات عبر التلفاز لتختل دوائر المسئولية مستقبلاً. ولعل من أهم تلك الفضائيات "الأنوار الأولى - الأنوار الثانية - الحجة - المعارف - فورتين - قناة المهدي - "قناة فدك" - الفرات - بلادي - كربلاء - الثـقلين - الغدير - الاوحد - العهد - الكوثر - المنار - المسار - المسار الأولى - الكوت - العالم - مجموعة العراقية - الفرقان - طه - السلام - بريس تي في - الاتجاه - هدهد للاطفال - - IFilm قناة الأفلام - هادي للاطفال - قناة الولاية - قناة المصطفى - الامام الرضا - الدعاء الفضائية - الصراط الفضائية - النعيم الفضائية، ... وغيرها. وقد أثارت بعض تلك القنوات جدلا واسعا في الوسط الديني بشكل عام، مثل قناة "فدك" الفضائية المملوكة لهيئة خدام المهدي في لندن، وذلك بسبب مجاهرة القناة بمظلومية أهل البيت وتنتقد أعدائهم بشكل واضح وصريح، أما القناة الثانية فهي قناة "اللؤلؤة" التي تعرضت للتشويش ثم قطع البث بمجرد بدأ بثها على قمر النايل سات، وهي التي ظهرت بعد الثورة في ممكلة البحرين، بالإضافة لقناة "أهل البيت" التي توقفت بعد أن تم التشويش على بثها لمدة ثلاث سنوات، لانها تقوم بتغطية الشأن البحريني وعادت الآن عبر قمر مجاور لـ"النايلسات". ورغم كل تلك النجاحات الكبيرة والاختراقات المهمة، لم يلبث الاعلام الايراني أن تلقى ضربة قوية، لا أظنه تعافى منها حتى الآن، بسبب الموقف من ثورة سورية، فالموقف المؤيد للنظام في سورية عرى الازدواجية و النفاق السياسي لهذا الاعلام الذي وقف مع ثوار تونس ومصر وليبيا، إلا أن موقفه تغير تماماً مع بداية الثورة السورية. فروج لنظرية مفادها أن ما يجري في سوريا إنما هو مؤامرة إمبريالية دولية على المقاومة والممانعة، بينما تراه يمجد ثورة البحرين ويعتبرها انتفاضة مشروعة ضد الظلم والطغيان، وهذا تفسير للحدث لم يلق تعاطفاً ولا قبولاً لدي عامة الشعوب العربية والإسلامية. ولعل هذا الانكشاف أمام الجماهير، والذي أدى إلي عزوفها عن مشاهدة قنوات مثل "العالم" أو "المنار" أو Press TV هو الذي دفع الإيرانيين أو بعض أنصارهم إلى تمويل إنشاء قناة عربية جديدة، هي "الميادين"، في محاولة متجددة لاختراق الساحة الإعلامية العربية من خلال خطاب داعم للموقف الإيراني ولكن بأسلوب أكثر نعومة.
التشيع الناعم
هناك أكثر من أربع قنوات مخصصة للطفل، وهي تبث برامجها الكرتونية وأغانيها، دون أي رقيب أو حسيب، وقد تبدو الصورة في ظاهرها غير مؤذية، فالغرض هو التسلية، لكن الحقيقة هي غير ذلك طبعاً، فنجد تلك القنوات تبث مغالطات كثيرة تصب في خدمة القضية التي أطلقت من أجلها وهي نشر التشيع، وذلك من خلال أفلام كارتون وأناشيد على مدار اليوم منها على سبيل المثال وليس الحصر كرتون يومي اسمه «صلاتي» من المفترض أنه يذاع من أجل تعليم الأطفال الصلاة والصوم وغيرهما، و نجد مشهدا يتكرر كثيراً وهو لفتاة تصلي حيث تضع الفتاة حصاة عند السجود، وهذه الحصاة كما هو معلوم هي تقليد شيعي وتسمى «التربة الحسينية»، وقد تدفع متابعة الأطفال مثل هذه الصلاة إلى تقليدها في ظل غياب رقابة الأهل، وتحاول تلك القنوات التأكيد على أن المذهب الشيعي هو الطريق لدخول الجنة!. كما تتمثل خطورة القنوات الشيعية التي تطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم، في محاولتها ترويج الضلالات الشيعية، وقذف الشبهات العقيدية في أوساط أهل السنة والجماعة، وبنظرنا فإن أخطر ما في هذه القنوات هو ترك أطفالنا فريسة لسموم قنوات الأطفال الشيعية، والمتمثلة في تلك الجرعة المكثفة من البرامج الموجهة للأطفال سواء كانت من خلال قنوات مخصصة للأطفال، أو حتى برامج متفرقة في باقي القنوات الشيعية، فجميعها مصاغة وفق رؤية عقدية شيعية تنجرف بالأطفال غير المراقبين من الآباء، أو أبناء الأسر المغيبة إلى الهاوية.
الاحتواء الإيراني لشيعة العرب
تمول إيران العديد من الفضائيات الشيعية في الكثير من البلدان العربية، وكثير من الإذاعات والصحف المحلية والمؤسسات الإعلامية، ومن خلالها تروج للمشروع الشيعي وتصديره إلى الدول العربية عامةً ودول الخليج خاصة، وبات واضحاً عند غالبية المتابعين أن لكل حزب أو حركة أو مليشيا شيعية في المنطقة قناة تلفزيونية تروج لها ولبرامجها، وتشن حملات إعلامية ضد خصومها، ويدير هذا الأخطبوط الإعلامي الشيعي الضخم مؤسسات إعلامية إيرانية واسعة الخبرة والتمويل المالي. والقنوات الشيعية الممولة إيرانياً تسوق مشاريعها وتروج لها حسب ما رسم لها في طهران، فتمارس أدوارا نقدية لاذعة ضد خصومهم السنة من خلال فتح حوارات مباشرة مع الجمهور، وهذا بدوره يجسد الأزمة بين السنة والشيعة، وبالنهاية يكون الإعلامي الشيعي قد وصل إلى أهدافه المرسومة من قبل الممول الإيراني والاستراتيجية التي تريد إيران تطبيقها في المنطقة. وعندما نتكلم عن احتواء إيران لشيعة العراق مثلاً، فإنهم قد عملوا بعدة مسارات أولها احتواء الرموز الدينية، وفتح المجال لتدفق المخابرات الإيرانية إلى العراق، وتسخير الإعلام، وصرف الأموال الطائلة لهذا الغرض، وهذا كله يجعل شيعة العراق تحت تحكم إيران تستخدمهم حسب إرادتها وضمن برامجها للتأثير في السياسة الإقليمية والدولية وقت الحاجة إليهم "كما يحدث الآن" في أزمة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وبنفس الطريقة في اليمن عن طريق تمويلهم لجماعة "الحوثيين" (وهذا ما سنتناوله في حلقاتنا القادمة).
والأهم من كل هذا الأن أننا في عصر اشتبك فيه الديني بالسياسي، فأصبح من العسير التفريق بينهما، ومخاطر تلك القنوات الشيعية لا يقف عند حدود العقيدة والدين، لكنها تمتد لتلامس الأوضاع السياسية للدول السنية، وأمنها القومي بالشكل الذي يؤثر على استقرار تلك البلاد ومستقبلها.
.....................
لا يوجد لدى العرب المتوجسين من المشروع الإيراني وسائل إعلامية مؤهلة لتوجيه رسائل سياسية أو تحليل سياسي إلى الشعوب الإيرانية رغم أهمية الوصول الى شارعهم غير المنسجم بمجمله مع النظام الإيراني. علينا أن نتذكر أن ما نبثه يصبح عديم الفائدة بل ومضيعة للمال والجهد إذا لم يجذب قطاعاً مقدراً من المشاهدين المستهدفين بالبث، ومعظم القنوات السنية التي تتكلم عن المشروع الايراني تخاطب شريحة ضيقة من المشاهدين تنسجم توجهاتها مع توجه القائمين على هذه القنوات والمحددين لسياساتها التحريرية.


اقرأ المزيد

إيران والخليج والنزاعات المستمرة "الحلقة الثالثة"

إيران والخليج والنزاعات المستمرة "الحلقة الثالثة"

خاص- شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية:

تغير الوضع الإستراتيجي لصالح القوة الإيرانية المتنامية في المنطقة الممتدة من شواطئ لبنان على البحر الأبيض المتوسط وحتى شواطئ اليمن على بحر العرب والبحر الأحمر، ومن الجولان المحتل وحتى طول سواحل الخليج العربي ومنها بالطبع الحدود العراقية الإيرانية، سواء من الناحية الإيديولوجية أو من ناحية النفوذ الأمني والتعبوي لجميع الدول الموجودة ضمن هذا المجال الحيوي، بغض النظر عن حجم استقلالها وقوة حكوماتها.
الهلال الشيعي
كان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، قد حذر في حديث لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في التاسع من ديسمبر عام 2004 من سعي إيران لتشكيل "هلال شيعي" يضم العراق وسوريا ولبنان، مضمنا بذلك التحذير مخاوف قد تطال استقرار دول الخليج التي تقطنها أقليات شيعية. وقال الملك عبد الله حينها "إن أكثر من مليون إيراني دخلوا العراق بتنسيق من حكومة طهران والأحزاب المتعاونة معها في النظام السياسي العراقي الجديد للمشاركة في الانتخابات، التي كانت حجر الأساس الأول لانسياح إيراني منظم داخل هذا البلد العربي الكبير، ومن ثم خلخلة التوازن القائم بين شيعته وسنته على أمل تقليص العامل العربي القومي لصالح الطائفي المذهبي".
النزاع الإيراني السعودي بعد الثورة الإسلامية
نقلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 العلاقات "الإيرانية-السعودية" من نطاق التنسيق والتعاون بين نظامين ملكيين، شكّلا معًا منذ مطلع السبعينيات ركيزتي "مبدأ نيكسون" لملء الفراغ في الخليج، إلى نظامين متنافسين خصمين يتنازعان القيادة والنفوذ في المنطقة، فمثلت إيران القطب الشيعي وتزعمت الرياض القطب السني في المنطقة. ومع الوقت تحول الخلاف بينهما إلى معركة أيديولوجية وسياسية، فالنظام الجديد في طهران طرح نموذجًا مختلفًا للإسلام السياسي، ينافس السعودية على قيادة العالم الإسلامي. رسمت الحرب العراقية-الإيرانية أولى محطات الصراع العلنية بين البلدين، اللذين كانا إبان حكم الشاه في إيران حليفين ضد النظام العراقي القريب من الاتحاد السوفيتي، فتحالفت السعودية مع العراق ضد إيران، ووفرت لها دعمًا سياسيًا وماليًا دوليًا وعربيًا على مدى سنوات الحرب الثماني. *وبعد الحرب الطويلة التي أنهكت كلا البلدين، دخلت العلاقات الإيرانية-السعودية مرحلة جديدة بالكامل، فانتقلت من الصراع الثنائي إلى التنافس على النفوذ الإقليمي، لتصبح علاقات متداخلة ومتشابكة مع مجمل تفاعلات النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، إلا أنه ورغم الاختلافات السياسية والأيديولوجية بين البلدين، تكثفت الجهود الإيرانية لمد جسر علاقات مع السعودية خلال رئاسة هاشمي رفسنجاني (1989-1997)، ومن بعده محمد خاتمي (1997-2005). وبعد الاطاحة بالأقلية السنية التي ينتمي إليها صدام حسين من الحكم بعد الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 وتولي حكومة شيعية الحكم، أطلقت الرياض اتهاماتها لواشنطن بتأجيج عاصفة طائفية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وتغيير موازين القوى لصالح الجانب الإيراني.
إيران والعراق والحرب الحدودية
تشكل الحدود العراقية الإيرانية إحدى المسائل التي تسببت في إثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق، لا سيما أن العلاقات بين البلدين اتسمت وعبر التاريخ بالشد والجذب، وغلب عليها التوتر والعداء في مراحل كثيرة، ابتداء من العهد العثماني حينما كان العراق تحت السيطرة العثمانية وحتى اليوم، وهذا على الرغم من أن الحكومة العراقية الحالية تعتبر (بحسب مراقبين) حليفة لإيران، لا سيما أن غالبية الأحزاب المشاركة في العملية السياسية كانت تعد إيران المأوى الآمن لها من النظام السابق. ترجع أصول الخلافات "العراقية- الإيرانية" إلى الخلافات الناشئة حول ترسيم الحدود بين البلدين، وقد بقيت هذه الخلافات مشكلة عالقة في العلاقات الإيرانية العراقية لا سيما حول السيادة الكاملة على شط العرب. ففي عام 1969 من القرن الماضي ألغى شاه إيران محمد رضا بهلوي من جانب واحد اتفاقية الحدود المبرمة بين إيران والعراق عام 1937، وطالب بأن يكون خط منتصف النهر هو الحد ما بين البلدين، لتحتل عام 1971 البحرية الإيرانية الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وقطعت العراق علاقاتها بإيران في ديسمبر 1971، لتشمل الخلافات أيضا احتلال إيران المناطق الحدودية وهي قوس الزين وبير علي والشكرة. وبدأ الصدام العسكري بين البلدين في عام 1972، وازدادت الاشتباكات على الحدود، وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال، وبعد وساطات عربية وقعت العراق وإيران اتفاق الجزائر سنة 1975، واعتبر على أساسه منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق، وتضمن الاتفاق كذلك وقف دعم الشاه للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق. إلا أن عام 1979 شهد تغيراً جذرياً في البلدين فقامت الثورة الإيرانية التي أطاحت بحكم الشاه، وتقلد الخميني زمام الأمور في إيران، فيما أصبح الرئيس الراحل صدام حسين رئيساً للجمهورية العراقية، وشهدت العلاقات بين البلدين تدهوراً كبيراً أدى لقيام حرب الثمان سنوات الشهيرة بينهم. وترجع المصادر بدايات الحرب إلى الاعتداء الإيراني بقصف بلدات على الحدود العراقية في 4 سبتمبر 1980، فاعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس الأسبق صدام حسين بإلغاء اتفاقية (الجزائر لعام 1975) مع إيران في 17 سبتمبر 1980، واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءا من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق أهدافا في العمق الإيراني، وبدأت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية. كما أعلن صدام أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي: الاعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية، وإنهاء الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج العربي عند مدخل مضيق هرمز، وكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
إيران والإمارات وخلاف الجزر الثلاث
الجزر الثلاث المختلف عليها بين ايران والامارات العربية المتحدة هي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وابو موسى، وتقع بالقرب من مضيق (هرمز) في مدخل الخليج، في منتصف المسافة الفاصلة بين الساحل الايراني ودولة الامارات، وتكمن الاهمية الاستراتيجية لهذه الجزر في موقعها الجغرافي هذا، وكذلك في وجود حقول نفط غنية في قاع البحر بالقرب منها. ويعود الخلاف حول الجزر الثلاث الى حوالي مائة عام، حيث طالبت ايران بالملكية عليها، بداعي انها كانت جزءا من اراضيها منذ القدم. الا ان بريطانيا التي فرضت حمايتها على منطقة الخليج منذ بداية القرن التاسع عشر، رفضت المطالبة الايرانية، ومع ذلك لم تتخل ايران عن مطالبها الاقليمية في الجزر الثلاث، ولكنها لم تثر هذه المطالبة طوال فترة السيطرة البريطانية على المنطقة. وبعد إعلان بريطانيا عن رفع حمايتها عن منطقة الخليج عام 1971، جددت ايران مطالبتها بالسيادة على الجزر الثلاث، وهددت باستخدام القوة، اذا لم تلب هذه المطالبة. وازاء هذا التهديد، بادرت بريطانيا الى عقد مفاوضات بين امارة الشارقة وايران، اسفرت عن اتفاق نص على تقسيم جزيرة ابو موسى، وهي اكبر الجزر الثلاث، بين الدولتين، مع اقتسام عائدات النفط المستخرج من حقول الجزيرة مناصفة بينهما، إلا أن هذا الاتفاق لم يحسم مسألة السيادة على الجزيرة، اذ نص على ان ايران وامارة الشارقة لا تتخليان عن مطالبهما في جزيرة ابو موسى، ولا تعترف احداهما بمطالب الاخرى. وبالفعل استولت ايران على مناطق من جزيرة ابو موسى غداة مغادرة القوات البريطانية منطقة الخليج في اواخر عام 1971، ثم فرضت دولة الامارات العربية المتحدة، التي اقيمت في بداية العام التالي، سيطرتها على بقية اجزاء جزيرة ابو موسى، عقب انضمام امارة الشارقة اليها، وتم تقسيم العائدات النفطية بين ايران ودولة الامارات من حقول جزيرة ابو موسى، حسب الاتفاق المذكور. وفي عام 1980 عقب ثورة اية الله خميني والاطاحة بحكم الشاه، طرحت دولة الامارات مطالبها بالسيادة على الجزر الثلاث امام منظمة الامم المتحدة، الا ان حرب الخليج التي اندلعت بين العراق وايران في العام ذاته، ابقت الخلاف حول الجزر في سباته. وتجدد الخلاف عام 1992، حين استولت ايران على جزيرة ابو موسى كلها، ثم على جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، الامر الذي اثار معارضة عارمة من جانب دولة الامارات العربية المتحدة، التي اعتبرته انتهاكا لحقوقها في هذه الجزر، ومنذ منتصف التسعينات ازدادت حدة الخلاف بين الدولتين، بعد ان عمدت ايران الى اتخاذ اجراءات لاحكام سيطرتها على جزيرة ابو موسى، منها بناء مهبط للطائرات في الجزيرة، واقامة مشاريع مدنية اخرى. كما عمدت ايران الى زيادة حجم قواتها المرابطة في جزيرة ابو موسى، وتعزيزها بدبابات ومدافع وصواريخ. وازاء الاجراءات الايرانية التي شكلت خرقا واضحا لاتفاقية عام 1971 ، طرحت دولة الامارات الموضوع في اطار مجلس التعاون الخليجي، الذي بادر عام 1999 الى انشاء لجنة ثلاثية لبحث الموضوع مع ايران، ثم اقترح رفع الخلاف بشان الجزر الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، الا ان ايران رفضت التعاون مع اللجنة الثلاثية، بل واصلت خلال السنوات في مساعيها لترسيخ سيطرتها على الجزر الثلاث، الامر الذي حدا قبل عدة اعوام بدولة الامارات الى تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي.
خليج عربي أم فارسي!!
الخليج العربي هو ذراع مائية لبحر العرب يمتد من خليج عمان جنوبا حتى شط العرب شمالا بطول 965 كيلومترا، وتبلغ مساحته نحو 233،100 كيلومتر، ويفصل بين شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب إيران، وتطل عليه ثماني دول هي العراق والكويت والسعودية وقطر والإمارات وعُمان وإيران كما تحيط مياهه بدولة البحرين. ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام، كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر. في حين يرى أغلب العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم، وأنه مبرر لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، بينما تطل إيران على حوالي الثلث، وأنه حتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الشمال الشرقي في العديد من مدن إقليم بوشهر مثل بوشهر وعسلوية وبندر كنغان أو في الشرق في بندر لنجة وبندر عباس،(حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى ضمتها إيران)، كما أن العرب يشكلون سكان أهم جزيرتين مسكونتين في الخليج العربي وهما جزيرة البحرين وجزيرة قشم بالإضافة إلى أن العرب يشكلون السكان الأصليين لجميع الجزر المأهولة في الخليج العربي قبل ظهور النفط، وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يسكن جزره وسواحله، هذا بالإضافة إلى أنه منذ عام 1935، لم تعد تسمية "بلاد فارس" موجودة سوى في السجلات التاريخية بعدما أصدر الشاه الإيراني رضا شاه بهلوي مرسوماً قضى بتغيير اسم بلاده إلى "إيران"، فكيف من المنطقي أن يشار إلى الخليج بـ"الفارسي". لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من إيران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، غضب القوميون الفرس، واتهموا المؤسسة بتلقي الرشاوي، واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»، متناسية أن اسرائيل نفسها تستعمل مصطلح "الخليج الفارسي". وكان للخلاف على تسمية الخليج العربي بين العالم العربي وإيران عدد من الانعكاسات وردود فعل على مستوى الدول، من أبرزها: تصريح لسفير الكويت في إيران في فبراير 2010 أن التسمية ليست موطن خلاف، وأن تسميته بالخليج العربي تمت تحت ظرف سياسي معين وأن اسمه سيظل الخليج الفارسي. ألغت إيران الدورة الثانية من ألعاب التضامن الإسلامي يناير 2010 بسبب اعتراض العرب على تدوين كلمة "الخليج الفارسي" على قلائد البطولة وجميع وثائقها، وكان العرب قبل ذلك اقترحوا كتابة لفظة الخليج فقط، لكن إيران واجهتهم بالرفض. وفي لقاء في طهران بين أحمدي نجاد وحمد بن خليفة آل ثاني مايو 2006، قال الأخير في معرض حديثه عن منتخب إيران لكرة القدم، أن نجاح المنتخب إيران في مونديال 2006 سيسعد سكان الخليج العربي الفارسي فرد عليه نجاد موبخا: أعتقد أنك كنت تقرأ اسمه الخليج الفارسي عندما كنت بالمدرسة! ......
دول الخليج العربي بحاجة فعلية إلى خطة عمل إستراتيجية واضحة للتعاطي مع التمدد الإيراني على أسس وطنية وقومية وإعلامية واثقة ومحددة، تواجه من خلالها المشروع الإيراني بكامله ومن ضمنه كل الأطراف المتحالفة مع طهران، خاصة مع اقتراب الإعلان عن دولة نووية إيرانية، بعد ظهور المؤشرات الكبيرة التي تدفع باتجاه التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية.


اقرأ المزيد

حرب الخليج وبداية فرض حلم "الإمبراطورية" على العالم العربي (الحلقة الثانية)

حرب الخليج وبداية فرض حلم "الإمبراطورية" على العالم العربي (الحلقة الثانية)


شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: شهدت الأحداث السياسية في كل من العراق وإيران في عام 1979، تطورات بارزة حيث أعلن في إبريل عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ليتولى بعدها الخميني منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وهو المنصب الأعلى في النظام السياسي الإيراني في حين أصبح صدام حسين رئيسا للجمهورية العراقية في يوليو 1979 خلفا للرئيس أحمد حسن البكر الذي أعلن أنه استقال من منصبه لأسباب صحية. لم تتوقف طموحات الخميني عند الإطاحة بحكم الشاة واقامة ما يسمى بالجمهورية الإسلامية التي تحكم بولاية الفقيه، وانما امتدت هذه الطموحات لتكون حلم قديم قد ساور الجميع هناك، حلم العودة إلى الماضي واستعادة الإمبراطويرة الفارسية والنفوذ الممتد على طول الأراضي العربية، ولكن بصبغة إسلامية تحت راية الخلافة. كما وجه الخميني الذي جعل نفسه "هبة إلاهية" للعرب والمسلمين، شعار "تصدير الثورة" في وجه الحكام العرب، وأخذ في التخطيط للحصول على ثروتهم النفطية الهائلة، التي يراها كفيلة لتمويل امبراطوريته الفارسية الشيعية.
التوجه الإيراني نحو الخليج
تحشد إيران قواها فى منطقة الخليج العربي من أجل تحقيق حلمها الذي طالما تسعى إليه الثورة الخمينية وهو الهلال الشيعي بمنطقة الشرق الأوسط يضم دول الخليج والعراق والأردن حتى سورية ولبنان. قام الخميني بوضع الايات الشيعية خريطة طريق له لتحقيق مشروع الإمبراطورية بالتمدد في الوطن العربي، وذلك عن طريق مجموعة محددة من النقاط: 1- احتواء التيار الديني في العالم العربي وتوجيهه نحو خدمة المصالح الايرانية وفي هذا المجال صدرت التعليمات الى الدبلوماسيين الايرانيين لاقامة علاقات وصلات مع زعماء الحركات الاسلامية(السنية) ودعوتهم لزيارة ايران حيث يمكن اقامة علاقات تنظيمية ومالية تساعد على جعل هذه الحركات نصيرة لايران اوعلى الاقل منسجمة مع طروحاتها وخير مثال الحركات الاسلامية الموالية لايران في لبنان وفلسطين. 2- زيادة عدد المساجد والحسينيات الشيعية والتوسع في اشهار وانتشار الاحتفالات كاحتفال يوم عاشوراء ويوم المولد والعزاءات في الدول المستهدفة، بل إن العديد من الحسينيات مدعومة مباشرة من حزب(الله) الشيعي اللبناني. 3- ضرب الاسس الثلاثة التي تبنى عليها الدول وهي القوة(السلطة الحاكمة)-العلم(العلماء والباحثين)-الاقتصاد الذي هو اساس الحركة في المجتمع وعصب الحياة، وهم تجاه هذه المحاور الثلاثة يقومون بتشتيت رؤوس الاموال ونقلها من الدول المستهدفة الى دولتهم. 4- السيطرة على دول الخليج تعني لهم السيطرة على حلقوم الكرة الارضية من حيث المخزون النفطي وهذا يوضح كثرة انتشارهم وتغلغلهم في شركات النفط في الخليج العربي حتى إن ايران اتفقت مع قطر على ادارة مشتركة لحقل الغاز المتنازع عليه بين الدولتين. 5- تحسين العلاقات مع الدول العربية المجاورة لايران وانشاء علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية معها تمهيدا لغزوها عقديا وفكريا. 6- شراء الاراضي والعقارات عن طريق عملائهم حتى لو كانوا من ابناء الدول المستهدفة. 7- نسج علاقات حميمة وصداقات متينة مع اصحاب رؤوس الاموال والموظفين الاداريين وكبار رؤوس الدولة والاساتذة الجامعيين والمثقفين والمفكرين، واغرائهم بالهدايا الثمينة تدفعهم ليبيعوا دينهم ويخونوا بلادهم. 8- يعتبر الشيعة العرب رأس حربة وحصان طروادة الذي يسهل للمشروع الشيعي الفارسي اقتحام العالم العربي لذلك عليهم الانخراط والانتشار في جميع الوظائف الحكومية والقطاعات العسكرية وذلك لسيطرة على اهم ثغور المسلمين كما هو الحال في الجنوب اللبناني. 9- اثارة الصراعات ونشر الفتن في الدول المستهدفة من اجل اضعافها. وقد نصبت الجمهورية الخمينية نفسها على أنها منارة للثورة تحت شعار "لاشرق ولاغرب"، داعيةً الشعوب العربية إلى الثورة لتغيير ما وصفته بالظلم الاجتماعي والملكيات والتأثير الغربي، والفساد في الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم، وبناء على نهج الخميني قامت إيران بتصدير الثورة إلى الدول المجاورة ممثلا ذلك باحداث سلسلة من الانفجارات في الجامعة المستنصرية شبيهة بتلك التي سبقت القيام بالثورة الإيرانية في محاولة لتأجيج الشارع العراقي ومن ثم القيام بالثورة في العراق على غرار الثورة في إيران ، كما قامت أيضا بقصف بعض المناطق الحدودية في محافظتي ديالى والكوت ما اعتبره العراق خرقا لاتفاقية الجزائر ومحاولة من إيران لغزو العراق. فقام الرئيس العراقي صدام حسين بإلغاء اتفاقية الجزائر لعام 1975 مع إيران في 17 سبتمبر 1980 واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءاً من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق أهدافًا في العمق الإيراني، وردت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية، لتبدأ حرب الخليج الأولى التي استمرت حتى عام 1988، عندما قبل الخميني هدنة بوساطة الامم المتحدة.
مخطط "نوجة" وبداية الحرب
مخطط "نوجة"، هو حدث تاريخى عظيم يكاد لا يذكره مؤرخ ولا يضمّه كتاب تاريخ كمثل كل الأحداث المشابهة له، فـ“نوجة” كانت مخطط إنقلاب عسكرى أتبع الثورة الإسلامية فى إيران بقرابة العام، قامت بالتخطيط له كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العراقية وبعض الضباط الإيرانيين الموالين لرئيس وزراء الشاه السابق “بختيار شابور” الذى فرَ إلى باريس إبان الثورة الإيرانية، وقد أُطلق علي مخطط الإنقلاب العسكرى “نوجة” تيمنا بقاعدة جوية فى همذان، إلا أن هذا المخطط فشل وانتهى بإعدام أغلبية الضباط الإيرانيين المشاركين فيه. إلا أن الرئيس العراقي صدام حسين قرر إتمام المخطط بدون معونة الضباط الإيرانيين، ليبدأ بذلك حرباً ضروساً دامت 8 سنوات عجاف حصدت أكثر من مليون قتيل ولم تبق ولم تذر. بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 تأزمت العلاقات السياسية بين العراق وإيران، حيث تبادل البلدان سحب السفراء بدءا بسحب السفير الإيراني من العراق في 8 مارس 1980 وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في 4 سبتمبر 1980 اتهم العراق الإيرانيين بقصف البلدات الحدودية العراقية، واعتبر العراق ذلك بداية للحرب.
حرب الخليج الاولى والتمويل الإسرائيلي لإيران!
حرب الخليج الأولى، هي حرب نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية آنذاك اسم "قادسية صدام" بينما عرفت في إيران باسم "الدفاع المقدس"، وقد خلفت الحرب نحو مليون قتيل، وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي، وعرفت تلك الحرب بأنها أطول نزاع عسكري في القرن العشرين، وواحده من أكثر الصراعات العسكرية دموية، كما أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة. وفي أثناء الحرب حصلت كل من إيران والعراق على كميات كبيرة من الأسلحة والمواد الأخرى المفيدة في تطوير التسليح وأسلحة الدمار الشامل. كانت الميليشيات الكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في شمال العراق تدعم إيران، فكلا المؤسستين تناهض حكم حزب البعث في العراق على أرض الواقع بدعم من إيران، في حين كان الحزب الإيراني المسلح المنشق "مجاهدي خلق" يدعم العراق وكان يشتبك مع القوات الكردية الموالية لإيران في شمال العراق بالقرب من الحدود الإيرانية. وبحسب تقارير غربية، قامت إسرائيل بعمليات إمداد أسلحة للجانب الإيراني عن طريق بيع أسلحة قيمتها 75 مليون دولار أمريكي من مخزون الصناعات العسكرية اليابانية وصناعات الطيران الإسرائيلي ومخزون قوات الدفاع الإسرائيلية، في عمليات سيشل عام 1981. كما قدرت مبيعات الأسلحة إلى إيران إجمالاً بـ 500 مليون دولار أمريكي في الفترة من عام 1981 إلى 1983 وفق ما ذكره معهد جيف للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب، ولقد تم دفع معظم هذا المبلغ من خلال النفط الإيراني المقدم إلى إسرائيل، "وفقًا لأحمد حيدي" تاجر الأسلحة الإيراني الذي يعمل لصالح نظام الخميني، 80% بالكاد من الأسلحة التي اشترتها طهران" بعد شن الحرب مباشرةً أنتجت في إسرائيل. فضلاً عن قيام سرب الطائرات القتالية إف-16 فاينتج فالكون التابعة لـ القوات الجوية الإسرائيلية، بحراسة الطائرة إف-15 إيغل، بقذف المفاعل النووي "أوزيراك" في العراق وتدميره، "بحسب الصحفي نيكولاس كريستوف، لولا هذا الهجوم "لامتلك العراق السلاح النووي خلال الثمانينيات، ولكان لديها محافظة اسمها الكويت وجزء من إيران ولعانت المنطقة من الدمار النووي". في حين كان الممولون الماليون الأساسيون للعراق هي الدول الخليجية الغنية بالنفط، ومن أبرزها المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. إلا أن المسؤولين الإيرانيين أثناء وبعد الحرب أصروا على نفي حصولهم على مساعدات من إسرائيل التي كانوا يدينونها باعتبارها "دولة غير شرعية"، ولقد أنكر آية الله روح الله الخميني، زعيم إيران أثناء الحرب، غاضبًا أن إسرائيل قد أرسلت أسلحة إلى إيران، وأكد في خطبة ألقاها يوم 24 أغسطس 1981، أن أعداء إيران يحاولون النيل من الثورة الإسلامية الإيرانية بنشر إشاعات كاذبة عن التعاون بين إسرائيل وإيران، وأن صدام حسين ما هو في الواقع سوى حليف لإسرائيل ودفعها لقصف وتدمير منشآت مفاعل أوزيراك النووي العراقي.
إيران ما بعد الحرب
في أعقاب الحرب بين إيران والعراق، ركز الرئيس الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني وإدارته على السياسة المؤيدة لقطاع الاعمال في عملية إعادة بناء وتعزيز الاقتصاد دون أي تقاطع دراماتيكي مع أيديولوجية الثورة. وقد نجح رفسنجاني بواسطة الاصلاحي المعتدل محمد خاتمي ومع ذلك، يعتبر على نطاق واسع سياسة خاتمي بأنها كانت فاشلة في تحقيق هدفه المتمثل في جعل إيران أكثر حرية وديمقراطية. وفي الانتخابات الرئاسية عام 2005، انتخب المرشح الشعبوي المحافظ محمود أحمدي نجاد، لمدة أربع سنوات بعد حصوله على 62.5 % من الأصوات، بعد انتهاء الولایة الثانیة للرئیس محمد خاتمي، كما فاز بنسبة قريبة منها أيضاً في الانتخابات الرئاسية عام 2009 وهي 62.63% من الأصوات، في حين حل منافسه مير حسين موسوي في المرتبة الثانية بنسبة 33.75 ٪. .....
في ظل الطموحات والهواجس المتلاطمة لدى العرب بين حلم إيراني بالـ"إمبراطورية الفارسية" وطموحات الأتراك باستعادة أمجاد "الخلافة العثمانية" ناهيك عن أحلام "الدواعش" بالخلافة الإسلامية على طريقتهم المتطرفة البعيدة عن سماحة الدين، ولا ننسى حلم الاحتلال بـ"اسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، في ظل كل هذه المخاطر التي تحيط بالوطن العربي، هل لنا أن نتسائل أين هي استراتيجية العرب للدفاع عن أمنهم القومي، وضمان موطئ قدم في خارطة جديدة تتشكل للإقليم، أم انهم سيكتفون بتكريس خلافاتهم وصراعاتهم!!.


اقرأ المزيد

إمبراطورية فارس.. الحلم الذي تسعى إيران لتحقيقه على أرض العرب (الحلقة الأولى)

إمبراطورية فارس.. الحلم الذي تسعى إيران لتحقيقه على أرض العرب 
(الحلقة الأولى)


خاص- شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية- : حلم الإمبراطورية الفارسية، هو المشروع الايراني الشيعي الفارسي الذي يهدف إلى فرض النفوذ إلى أطراف مترامية من الوطن العربي، ويمتد الحلم الفارسي شرقا حتى حدود الهند والصين، وغربا حتى حدود البحر المتوسط وإسرائيل... ويرى الفرس حلمهم قابلاً للتحقيق، ويعملون على ذلك ليل نهار، فالعراق في اليد والتحالفات قائمة مع حزب الله في لبنان، وفي سوريا، فضلاً عن اتصالاتها مع أحزاب وهيئات ومنظمات في دول الجوار. كان الحلم قائما عندما كانت ايران تحت حكم الشاه الذى نصب نفسه شرطيا .




لخليج، ولكنه سقط بعد الثورة الإيرانية، إلا أن بسقوطه لم يسقط الحلم، فقد جاء بعده "الخميني"، الذي أضاف بعدا دينيا (شيعيا) للإمبراطورية الفارسية وجعل نفسه هبة إلاهية للعرب والمسلمين، رافعا في وجههم شعار "تصدير الثورة"، وأخذ في التخطيط للحصول على ثروة العرب النفطية الهائلة، التي يراها كفيلة لتمويل امبراطوريته الفارسية الشيعية.
الإمبراطورية الفارسية
تعتبر الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية، من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي، حتى إنها فاقت الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة، ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة النبوية وبعدها. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة كورش، وكان يطلق عليها حتى بداية القرن الماضي تسمية "فارس"، وهو الاسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية الكردية اللتان كانتا قومية واحدة وانفصلتا عبر الزمن وإن كانت اللغتان ما زالتا متشابهتان إلى حد كبير جدا والتي تشكل اليوم إيران، ولكل جزء من أجزائها تاريخ مستقل، وأهم الامبراطوريات التي حكمتها قبل الإسلام هي أمبراطورية الفرس، والتي كانت على سلالتين الأولى الاخمينية وتدمرت على يد الإسكندر المقدوني حوالي 330 ق.م، ثم ظهرت سلالة فارسية أخرى عام 224 م، ولم يحكم الفرس إيران حتى القرن العشرين بحكم الشاه محمد رضا بهلوي. وكانت بلاد إيران تحت حكم الدولة الساسانية في القرن السابع الميلادي، وكونت الفرس مادة الإمبراطورية، ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر، والعرب في العراق، وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها، فأحياناً تغلب على أطراف بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس، ثم استولت على مصر سنة 616م. ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة622م، ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة 625م، ثم هزمهم هزيمة ساحقة سنة 627م قرب أطلال نينوى، مما أدى إلى ثورة العاصمة ضد كسرى الثاني، وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل، على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك، إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية، حتى تعاقب على عرش فارس في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكماً، مما مزّق أوصال دولة الفرس، وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية، حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الفتح. وتوالت السنين على الإمبراطورية الفارسية في ظل الحكم الإسلامي وتعاقب على حكم بلادها الكثير والكثير من الخلافات الإسلامية بداية من الأموية وحتى الخوارزمية، حتى جاء أحد أسوء العهود في تاريخ إيران، وهو الغزو المغولي، حيث قتل فيه الملايين من الإيرانيين، إضافةً إلى تدمير الحضارة وترك الأمور فوضى. وبقيت إيران تفتقد إلى حكومة مركزية موحدة منسجمة، إذ كانت تحكم حكومات إقليمية محلية نقاط مختلفة من البلاد ثم تلته السلالة الملكية الأفشرية وبعدها الزندية فالقجارية، ثم الدولة الصفوية (1501) ثم السلاله البهلوية حتى قيام الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إيران تحت حكم الشاه
وصل الشاه محمد رضا بهلوى إلى السلطة سنة 1941 بعد عزل والده رضا بهلوي، من قبل غزو تحالف القوات البريطانية والسوفياتية سنة 1941، أمسك محمد رضا بهلوي بالسلطة حتى ثورة 1979 مع انقطاع قصير في سنة 1953، حين تعرض لانقلاب من رئيس وزرائه محمد مصدق الذي قاد حملة لتأميم حقول النفط في البلد وسيطر على القوات المسلحة. وفي تلك السنة فر "الشاه" من البلاد لفترة وجيزة بعد صراع على السلطة نشأ بينه وبين رئيس وزرائه، إلا أنه عاد مجدداً عبر انقلاب العسكري على حكومة "مصدق"، تحت رعاية المخابرات المركزية الأمريكية والاستخبارات السرية، في عملية سرية أطلق عليها اسم عملية آجاكس، وتم الإطاحة بحكومة محمد مصدق واعتقاله. وفي عام 1963 أعلن الشاه برنامج الإصلاحات المعروف باسم "الثورة البيضاء"، والتي شملت إعطاء حق التصويت والاقتراع للنساء، وتغيير قوانين الانتخابات التي أتاحت انتخاب ممثلين للأقليات الدينية للبرلمان وإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية، الذي يمنح المرأة المساواة القانونية في الزواج، وتوزيع ممتلكات بعض رجال الدين الشيعة، إلا أن ذلك أثار غضب المعارضة التي تحركت تحت قيادة "الخميني" في العام التالي نشبت أعمال شغب بعد أن اعتقل الخميني ثلاثة أيام على أثر تصريحه بأن الشاه "رجل بائس سيء"، وقد واجهت الشرطة أعمال الشغب تلك مستخدمة القوة المفرطة، كما وضع الخميني تحت الإقامة الجبرية لمدة 8 شهور ثم أفرج عنه. إلا أن الخميني وبعد الإفراج عنه تابع التحرك ضد الشاه بخصوص علاقته مع إسرائيل، وخصوصا "تنازلات" الشاه لتمديد الحصانة الدبلوماسية لعسكريين أميركيين، فأعاد الشاه عتقال الخميني في نوفمبر 1964 وأرسله إلى المنفى، الذي بقي فيه لمدة 14 عاما حتى قيام الثورة الإيرانية.
الثورة الإيرانية والإطاحة بحكم الشاه
بلغت الاحتجاجات ذروتها في ديسمبر 1978، خلال شهر محرم أحد أهم الشهور لدى المسلمين الشيعة، وخرج إلى شوارع طهران نحو مليوني شخص ملئوا ساحة أزادي (شاهياد) مطالبين بإزالة الشاه وعودة الخميني. وتحولت المظاهرات الحاشدة إلى أحداث منتظمة، فرض الشاه الأحكام العرفية، وحظرت كل التظاهرات، وفي يوم الجمعة 8 سبتمبر 1978، خرجت مظاهرة حاشدة للغاية في طهران، حولت ذلك اليوم إلى ما بات يعرف باسم الجمعة الأسود، لما شهده من أحداث دامية ووحشية في قمع المتظاهرين. ونزولاً عند طلب رئيس الوزراء الدكتور شابور بختيار، غادر الشاه والملكة إيران في 16 يناير 1979، وخلال ساعات دمرت كل رموز سلالة "بهلوي"، وأعلن "بختيار" حل البوليس السرى (سافاك)، والإفراج عن السجناء السياسيين، ووعد بانتخابات حرة وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية، كما سمح بعودة الخميني إلى إيران، طالبا منه تاسيس دولة مثل الفاتيكان فى " قم " وقد انقسمت الثورة الايرانية الى مرحلتين :

المرحلة الأولى دامت تقريبا من منتصف 1977 إلى منتصف 1979، وشهدت تحالفاً ما بين الليبراليين واليساريين والجماعات الدينية لإسقاط الشاه، وسميت المرحلة الثانية بـ"الثورة الخمينية"، حيث شهدت بروز آية الله الخميني وتعزيز السلطة والقمع وتطهير زعماء الجماعات المعارضة للسلطة الدينية. وفي بداية الثورة وبعد رحيل الشاه، بادرت القيادات إلى إعدام كبار مسؤولي الشاه من الجنرالات أو المدنيين بهدف إزالة خطر أي انقلاب.
عودة الخميني
روح الله الخميني يعد مؤسس "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وحاول العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة، ويرى البعض أن قيام الحرب العراقية الإيرانية كانت من نتائج تلك السياسة، وكذلك الحرب الأهلية الأفغانية. عاد الخميني إلى طهران في فبراير 1979، محاطاً بحماس وتحية عدة ملايين من الإيرانيين، الذين استقبلوه بتحية: "السلام عليكم أيها الإمام الخميني"، وأصبح بالنسبة للبعض شخصاً "شبه مقدس" والقى الخمينى كلمة 



في اليوم نفسه أكد فيها رفضه لنظام رئيس الوزراء "بختيار"، وعين منافسه مهدي باذرخان مؤقتاً رئيساً للوزراء، وقال: "بما أنني قد عينته، فيجب أن يطاع"، واعتبر أنها "حكومة الله" وحذر من عصيانها، فأي عصيان لها "عصيان لله"، وفيما راحت حركة الخميني تكتسب مزيداً من الزخم، بدأ الجنود بالانضواء في جانبه.
إيران ما بعد الثورة
يتفق معظم المراقبين على أن للثورة الإيرانية تراث مختلط، فدولياً ينظر إليها على أنها المسؤولة عن بدء حقبة الأصولية الخمينية، من حزب الله إلى تنظيم القاعدة إلى الجماعات الجهادية المتنوعة. في إيران لقيت بعض أهداف الثورة العامة (خصوصاً القضاء على العلمانية والنفوذ الاميركي في الحكومة) نجاحات معقولة. في حين أن أهداف أخرى (مثل زيادة الحرية السياسية والمساواة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي وتثقيف الجماهير، والنزاهة والفعالية والكفاءة في إدارة الحكومة) لم تلاق مصيراً مشابهاً. فالخوف من البوليس السري "السافاك" حل محله الخوف من "الحرس الثوري"، على الرغم من بروز درجة من التمثيل الحكومي والانتخابات الديمقراطية في مرحلة ما بعد الثورة من حيث الهيكل السياسي، لكن البعض يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في النظام الديني تزيد عما كان يحصل في عهد الملكية.
محاولة انقلابية فاشلة
في يوليو 1980، اجتمع زبيغنيو برزينسكي مستشار الأمن القومي الإيراني بالحسين بن طلال ملك الأردن في عمّان لمناقشة خطط مفصلة يرعى من خلالها الرئيس العراقي صدام حسين تقديم انقلاب في إيران ضد الخميني عن طريق غزو عراقي لإيران، وذلك تلبية لدعوة من ضباط إيرانيين يخططون لانقلاب أو انتفاضة في يوليو 1980، وأطلق على تلك العملية اسم "نوجة". كان بختيار شابور الذي فر إلى فرنسا بعد تسلم الخميني السلطة، يدير العمليات من بغداد والسليمانية في الوقت الذي تم فيه اللقاء بين زبيغنيو والحسين بن طلال، إلا أن تلك الخطة قد تسربت أنباءها إلى الخميني عن طريق عملاء سوفييت في فرنسا وباكستان وأمريكا اللاتينية، وسرعان ماتمكن الرئيس الإيراني الحسن بني صدر من تطويق قرابة 600 من الضباط وأعدم كثيراً منهم، واضعاً نهاية حاسمة لخطة "نوجة" للانقلاب.
قبل سنوات قليلة نبه جلالة الملك عبدالله الثاني من المثلث الشيعي في المنطقة، ولكن لم تؤخذ تحذيراته انذاك على ما تستحق من عناية واهتمام، وهو ما دفعنا وسندفع ثمنه قريبا، نتيجة التفرج على الحلم الذي يسعى اصحابه لتحقيقه على جثث وأراضي العرب، ومازال الخطر قائم، فالجيش الايراني يحسم كل المعارك في المنطقة، والعرب مازالوا يحتفلون بامجاد الماضي، فهل نستفيق من نومنا الهادىء المريح لنقف أمام مارد يتخذ من الاسلام قناعا للانقضاض ...
........
في الحلقة القادمة نستعرض سلسلة من الأحداث التي غيرت من موازين القوة في المنطقة، بداية من قرار صدام حسين بإتمام مخطط "نوجة" بدون معونة الضباط الإيرانيين، ليبدأ بذلك "حرب الخليج الاولى" التي كتبت بداية الصراع بين إيران ودول الخليج، الصراع الذي لم تكتب له نهايةً حتى الآن.





اقرأ المزيد

سعودية تبحث عن عريس وتتعهد بدفع تكاليف المهر ولكن بشرط

سعودية تبحث عن عريس وتتعهد بدفع تكاليف المهر ولكن بشرط

الرياض - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية:


تعهدت سيدة أعمال سعودية بدفع تكاليف مهر من يتزوجها، بشرط أن يكون المتقدم شاباً محافظاً على الصلاة وذي خلق، وليس عليه أي سابقة جنائية أو مخلة بالشرف، ولا يتجاوز عمره الـ35 عاماً.
وأوضحت سيدة الأعمال السعودية ( ن . س) لصحيفة صدى الإلكترونية أن العائق الوحيد هو موافقة شقيقها الأكبر، الذي سبق وأن رفض عدة شبان تقدموا لخطبتها لأسباب غير مقنعة بالنسبة لها.
ويحاول في كل مرة يتقدم فيها شاب لخطبتها باستفزازه وعدم الرد على اتصالاتها والإخلال بالمواعيد معه، بهدف قطع الطريق أمامه للعودة بطلبها للزواج مستقبلاً، مما دفعها بالبحث عن شاب جاد يتحمل تصرفات شقيقها، ويستطيع اقناعه بزواجها منه بعد أن فقدت الأمل في تغيير قناعته، بالرغم من محاولات والدتها




اقرأ المزيد

الحجر الأسود.. قاموا بتحليل قطعه منه وصدموا بالنتيجة!

الحجر الأسود.. قاموا بتحليل قطعه منه وصدموا بالنتيجة!




القاهرة - شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: يقول العالم المصري الدكتور زغلول النجار، حينما علم المستشرقون بأن الرسول صلى الله عليه وسلّم أخبر أن الحجر الأسود نزل من السماء، وأنه من أحجار الجنة، كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: نَزَلَ الحجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ” لمّا علموا ذلك، أرادوا أن يجعلوها ثغرة يهاجمون بها الإسلام، فقالوا:
إنّ الحجر الأسود ما هو إلاّ حجر بازلت أسود. وأرادوا أن يثبتوا صدق كلامهم، فأرسلت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج جاسوساً بريطانياً ليسرق قطعة من الحجر الأسود، ليثبتوا للعرب أنّ ما قاله الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، عن الحجر الأسود ليس صحيحاً درس الجاسوس البريطاني اللغة العربية مدة سبع سنوات، وذهب إلى المغرب ليكتسب اللهجة المغربية، ومنها ذهب إلى مصر على أنّه حاج مغربي، وكان ذلك في القرن التاسع عشر وركب الباخرة.
وكان الحجاج المصريون يحملون زادهم وطعامهم معهم، فكانوا يتخاطفونه على كلّ وجبة ليكرّموه ويطعموه، فتأثّـر قليلاً من حسن المعاملة. ثمّ تأثّـر ثانية عندما دخل مسجد الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، والمدينة المنورة، وتأثّـر أكثـر وأكثـر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة والكعبة. 
ولكنّه كان مصمّماً على إنجاز مهمّته الّتي جاء من أجلها، وكان القرامطة قد أخذوا الحجر الأسود ونقلوه إلى الأحساء، فتفتت إلى أربع عشرة قطعة في حجم حبّة الجوز، ودخل الكعبة، وفي غفلة الحراسة الّتي لم تكن مشدَّدة مثل ما هو موجود هذه الأيّام، انتزع قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة حيث السفارة البريطانية، واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية احتفال الأبطال الفاتحين، فهو من وجهة نظره أتَى بالدليل على بطلان كلام محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، بأنّ الحجر الأسود من السّماء ووصل إلى بريطانيا عن طريق باخرة أسترالية.
وأودع قطعة الحجر الأسود في متحف التاريخ الطبيعي بلندن ليقوم العلماء بتحليله، فثبت أنّه (نيزك) من نوع فريد، فتأثّـر الرجل لذلك وأعلن إسلامه، وكتب كتاباً من أجمل الكتب وسمّاه (رحلة إلى مكة) من جزأين، وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين، وفي الجزء الثاني وصف خضوعه لله ربّ العالمين. 


اقرأ المزيد

ثمان حقائق غريبة وطريفة عن زعيم كوريا الشمالية

ثمان حقائق غريبة وطريفة عن زعيم كوريا الشمالية


بيونغيانغ - وكالات وشبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية :


 تكثر التساؤلات بشأن حياة الزعيم الحالي لكوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الذي يختلف في أسلوب حكمه وحياته عن غيره من الزعماء، وفيما عرض لبعض المحطات الغربية في حياة هذا "الزعيم الملهم"

  1. قليل هو المعروف عن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الذي تولى زمام الحكم بعيد وفاة والده كيم يونغ إيل. حتى أن العام الذي ولد فيه غير معروف، ولكن تم تحديد عام 1982 لأسباب رمزية.
  2. يقال إنه عاش طفولته في سويسرا، وتلقى تعليمه في مدرسة داخلية باسم مستعار على أنه ابن موظف في سفارة كوريا الشمالية.
  3. الزعيم الكوري، ورغم كرهه المعروف لواشنطن، يعشق كرة السلة الأميركية، وتحديداً اللاعب الشهير مايكل جوردن واللاعب دينيس رودمان الذي زاره في كوريا.
  4. متزوج من مغنية سابقة تدعى "ري سول جو"، لكن ليس معروفاً متى تزوجا ويعتقد أن لديهما طفلين.
  5. أعدم زوج عمته، بعد اتهامه بالخيانة، بشكل غريب، إذ ألقى به لمئة وعشرين كلبا تم تجويعها مسبقاً.
  6. يقال إنه قام بتدمير 99% من أرشيف وكالة الأنباء الوطنية ليعيد كتابة تاريخ بلاده السياسي.
  7. أصدر مرسوماً يفرض على المواطنين 28 قصة شعر مسموح لهم بالاختيار من بينها.
  8. كما خضع لجراحات تجميلية عدة، على أمل أن يشبه جده كيم آل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية.

اقرأ المزيد

نظرة على الصحف الإسرائيلية الأربعاء 18/5

نظرة على  الصحف الإسرائيلية الأربعاء 18/5


تل أبيب - شبكة اخبار الشرق الاوسط:
"يديعوت احرونوت"
نتنياهو يعرب عن استعداده لإسناد حقيبة الدفاع لليبرمان أو هيرتصوغ، الأزمة بين يعلون ونتنياهو تشكل حافزا أمام الأخير لاستبدال يعلون
مصادر مقربة من ليبرمان: هذه هي مناورة سياسية أخرى من جانب نتنياهو
السيسي: حل القضية الفلسطينية يجعل السلام أكثر دفئا، ولو استطعنا حل المسالة الفلسطينية بإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين لكتبنا صفحة يمكن أن تزيد عن ما تم انجازه في معاهدة السلام بين مصر واسرائيل
نتنياهو: أرحب بتصريح السيسي ومستعد للمساهمة بأي جهد مصري من أجل دفع مسيرة السلام، وأقدر مبادرته
هيرتصوغ يرحب بأقوال السيسي: يجب اختبار تلك الأقوال بجدية ومسؤولية لإطلاق عملية سلام بين إسرائيل والدول العربية
ديوان نتنياهو ينفي تنسيق أقوال السيسي مع نتنياهو وهيرتصوغ لدفع تشكيل حكومة الوحدة للأمام
الرئيس محمود عباس يرحب بمبادرة السيسي للسلام
قائد لواء الخليل في الجيش الإسرائيلي: لم يكن الجندي ليئور في خطر عندما أطلق النار على الشهيد الشريف، وبإطلاقه النار عرض زملائه للخطر، وطالب من الحاخامات ورجال السياسة عدم التدخل بشؤون الجيش
اصابة رجلي شرطة في العيسوية إثر رشقهما بالحجارة
شركة البيت للالكترونيات تسجل نموا خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 2 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها العام الماضي
اللجنة الوزارية لشؤون الوسط العربي تقر خطة حكومية لتطوير وتعزيز القرى البدوية في شمال البلاد بحجم 900 مليون شيقل
البحرية الإسرائيلية أنهت تدريبا مشتركا في اليونان
استطلاع: 2.5% من الطلاب اليهود متفائلون مقابل 42% من العرب
يحيموفيتش تؤكد رفضها القاطع لفكرة الانضمام إلى ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو
تدريب يُحاكي تحطم طائرات في مطار "بن غريون"
وفاة فلسطيني من سكان عناتا بعد قيامه بإيذاء نفسه داخل المعتقل الذي كان قيد الحبس فيه
التحالف الغربي شن 12 ضربة جوية في العراق وسوريا ضد "داعش"
مسؤول ألماني: "داعش" يدرب أطفالا لتنفيذ هجمات في أوروبا
ضبط عبوة ناسفة بحوزة شاب من حيفا، والخلفية جنائية
طهران تطالب واشنطن بدفع 50 مليار دولار تعويضات
كيري يعلن أغسطس المقبل موعدا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا
شتاينماير: مفاوضات فيينا منحت تفويضا بإسقاط مواد إغاثة على مدن محاصرة
ترامب يؤكد أن ثروته تفوق عشرة مليارات دولار
"معاريف":
يعلون: خلال الحرب على غزة دمرنا 5 آلاف هدف جوا و100 هدف بحرا
تورط الوزير كاتس: التحقيق مع وزير حاييم كاتس بتهمة استغلال معلومات داخلية لشراء أسهم والتربح غير المشروع بتحقيق أرباح بقيمة 290 مليون شيقل
الحركة من أجل نزاهة الحكم تطالب بخروج الوزير بإجازة حتى يتضح الأمر
سيارة تابعة لحرس الحدود تتعرض لإطلاق نار في منطقة قلنديا – لا إصابات
شخصية قانونية تضطر للخروج في إجازة قسرية بسبب شبهات جنسية، والشخصية قاضي بمحكمة الصلح، وتم تحويل نتائج التحقيق للنيابة العامة والمستشار القانوني، مع التوصية بإغلاق الملف
هيرتصوغ يريد عقد مؤتمر حزب العمل في حالة تم الاتفاق مع نتنياهو للتصويت على حكومة وحدة معه، وعدد أعضاء المركز 2200 عضو
النائب "يحموفيتش": هكذا نحن وهكذا هم، لا يمكن أن نكون بحكومة مع ايليت شاكيد ومع سموريتش"، ودخول حكومة نتنياهو سيؤدي لتجزئة حزب العمل ونتائج سيئة للحزب
مكتب هيرتصوغ: يحموفيتش تحارب حكومة الوحدة دون فهم التفاصيل، ولأسباب سياسية
النائب العمالي "عمير بيرتس": نتنياهو لم يغير مواقفه، بل يغير القناع الذي يرتديه فقط، ولا يملك الشجاعة اللازمة للقيادة، وتغيير الوضع القائم، لا يمكن تصديقه
النائب "سموريتش" من البيت اليهودي يطالب نتنياهو الوفاء بوعوده قبل الانتخابات
حالات تقيؤ وحكة إثر تسرب مادة مجهولة من سيارة قرب بسغات زئيف شمال القدس ونقل عدد من الأشخاص للمستشفى
مصطفى ابن عماد مغنية يعين قائدا عسكريا في حزب الله، وهو سيخلف بدر الدين
"تائير تمنار" محتجزة بسجن عسكري منذ 108 أيام لرفضها الخدمة في الجيش الاسرائيلي لأسباب ايدلوجية: طالما الجيش الإسرائيلي يحتل مناطق فلن نلبس الزي العسكري،   والحكم على تائير كان أطول حكما يصدر على رافضي الخدمة العسكرية
رئيس وزراء أونتاريو "مقاطعة في كندا" يصل إلى اسرائيل لتعزيز التجارة
"BDS" تشن حملة ضد شركة بريطانية لدعمها إسرائيل
مجلس الوزراء الفلسطيني يؤكد دعمه للمبادرة الفرنسية ولعقد مؤتمر دولي للسلام
في محاولة لتحسين صورته: ترامب سيجتمع مع هنري كيسنجر
البنتاغون: "داعش" خسر نحو نصف الأراضي التي احتلتها في العراق
مجلس الشيوخ الأميركي يقر اقتراح قانون يتيح لضحايا اعتداءات أيلول ملاحقة السعودية
43 قتيلا على الأقل في تفجيرات دامية ضربت بغداد
"هآرتس":
الوحدة عن طريق القاهرة: بعد تصريحات السيسي، نتنياهو وهيرتصوغ يسارعان بدعمها، وتوقعات أن هذه التصريحات ممهدة لحكومة الوحدة، وتقديرات بوجود علاقة بين تصريحات السيسي والجهود لتشكيل حكومة وحدة
نتنياهو وهيرتصوغ ينفيان وجود علاقة بين أقوال السيسي والاتصالات الجارية لتوسيع الائتلاف الحكومي
وفد من "ميرتس" يلتقي الرئيس أبو مازن الذي قال: اذا لم يحصل السلام فإن الارهاب سينتشر في كل المنطقة
رئيس وفد "ميرتس" يؤكد دعم الحركة لمبادرة السلام الفرنسية
نتنياهو: إسرائيل مستعدة للعمل مع الدول العربية في عملية السلام
يعلون: الجيش الإسرائيلي يعمل لعدم إيذاء المدنيين غير المقاتلين، ولكن أمن وحياة الجنود تأتي أولا
عضو الكنيست "كسنيا سبتلوفا " من المعسكر الصهيوني تعطي درسا بالعربية لطلاب يهود في القدس
مواجهات في كينيا: شرطي يضرب متظاهرا حتى الموت
بلدية "اشكلون" تفرض عقوبات على أصحاب محلات من القادمين الجدد يبيعون أغذية غير مصنفة "حلال"
ترامب: اليهود يواجهون مستقبلا غير مستقر في أمريكا"
المليونير" شيلدون اديلسون" يدعو الزعماء اليهود الجمهوريين للوقوف خلف ترامب
حماس: إعلان فرنسا تأجيل المؤتمر الدولي للسلام يمثل دليلا اضافيا على فشل خيار التسوية
اعتقال مشتبه آخر في جريمة قتل "شاي شيرازي"
خطة اصلاحية لامتحان "البغروت":  سيتم اضافة النشاطات الاجتماعية المختلفة للعلامة
إطلاق سراح الناشط اليميني المتطرف "مئير اتينغر" بعد اعتقاله إداريا 8 أشهر، بتهمة حرق كنيسة "الخبز والسمك" في طبريا
دون ماء ودواء: الجهاز الصحي في فنزويلا ينهار بسبب الأزمة الاقتصادية
المحكمة تأمر بإخلاء 3 عقارات لفلسطينيين في الشيخ جراح بالقدس
السجن 18 شهرا للشاب خميس سلامة من الرملة للتخابر والتواصل مع "داعش"
وزير الخارجية النمساوي: رغم صعود اليمين المتطرف علاقتنا بإسرائيل آمنة
فلسطينيون يلقون الحجارة على سيارات اسرائيلية في طريق "غوش عتصيون" -الخليل
رسام كاريكاتير يهودي يكافح لجعل بريطانيا مكانا للسخرية
تقرير جديد صادر عن الولايات المتحدة: الفصل العنصري في المدارس يزداد
بيل كلينتون: لماذا إدارة أوباما لم تحرز أي تقدم في مبادرات السلام
ترامب: أوباما "أسوأ رئيس" في التاريخ الأميركي
المالديف تعلن قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران
"الإذاعة الإسرائيلية"
الانتخابات التمهيدية الأميركية: ساندرز يهزم كلينتون في أوريغن وكلينتون بكنتاكي
عضو الكنيست "يوأف كيش" من المعسكر الصهيوني يعارض انضمام المعسكر الصهيوني للحكومة ويفضل "إسرائيل بيتنا"
الشرطة تطلب مساعدة الجمهور في العثور على الشاب رمزي العبيد في الـ21 من العمر من بلدة شقيب السلام
عضو الكنيست "ايتان بروشي" من  المعسكر الصهيوني: إذا تبين أن هناك عرض جيد لحكومة الوحدة، فإن أعضاء الحزب سيدعمون هيرتصوغ  
رئيس الوزراء الفرنسي يدعو الدول العربية إلى الاعتراف بدولة اسرائيل
عباس: الفلسطينيون بحاجة للسلام وكذلك الإسرائيليون بحاجة للأمن لذلك إذا توفرت النوايا الطيبة فيمكننا صنع السلام، وبسرعة
كيري يصل إلى القاهرة اليوم
استمرار اضراب ممتحني السياقة
"داعش" يتبنى المسؤولية عن التفجير الذي وقع في منطقة الشعب ببغداد
اصابة 8 أشخاص في اقتحام مسلحين مستشفى الملك خالد شمال المملكة العربية السعودية
المنقذون العاملون في شواطئ البلاد أنهوا دوامهم في الساعة الثانية عشرة احتجاجا على سوء ظروف عملهم وأجورهم
جمعية "مكافحة السرطان" تبدأ في الأسبوع المقبل فعاليات توعوية ووقائية للجمهور حول مخاطر سرطان الجلد
سيارات إسرائيلية تتعرض للرشق بالحجارة في منطقة الخضر قرب بيت لحم
انسكاب مادة خطرة في حي "بسغات زئيف" شمال شرق "أورشليم القدس"


اقرأ المزيد

مؤشر الزيارات

facebook

اخر التعليقات

شارك معنا

تغريدات تويتر

أحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام

Check Page Rank
تصميم و تطوير : midestnews
اخبار الشرق الاوسط الدولية © 2016