خاص.. «البغدادي» وغباءات (الحلقة الأخيرة)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
خاص.. «البغدادي» وغباءات (الحلقة الأخيرة)


القاهرة- شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية: ضربات موجعة تلقتها عناصر تنظيم "داعش" خلال الأسابيع الماضية، أظهرت هشاشة التنظيم، الذي لجأ للتخفي وسط النساء، للهروب من الملاحقات، في الدول الثلاثة الكبرى التي يسيطر على أجزاء منها وهي ليبيا والعراق وسوريا، إضافة إلى مصر، التي أعلنت عناصر تنظيم بيت المقدس بسيناء مبايعتها للتنظيم لتصبح "ولاية سيناء"، ولعل الهجمات والقصف الجوي المكثف على معاقل التنظيم، جعل التنظيم يلجأ لاستهداف المدنيين الأبرياء في أماكن جديدة، كان آخرها الهجوم على مساجد إيران، وتلاه الهجوم على متحف باردو بتونس، وذلك للظهور بمظهر التنظيم القادر على توجيه ضربات لمعارضيه، لكن الوضع على الأرض يشير إلى تراجع كبير في قدرة التنظيم الإرهابي على مواجهة الأنظمة التي تحاربه، وما هي إلا أيام وينفض "مولد داعش" ويسقط كبير الفئران "أبو بكر البغدادي"، وقد نراه متخفياً في زي امرأة وقد حلق لحيته، كما شاهدنا قبل أيام.
الهجوم على مساجد إيران
لقي قرابة 150 شخصاً مصرعهم، الجمعة الماضية، إثر تفجير مسجدي بدر والحشوش بصنعاء، بينهم المرجعية الديني للحوثيين إمام جامع بدر، المرتضى زيد المحطوري، وهو أحد مراجع المذهب الزيدي في اليمن، إضافة إلى 351 جريحاً. واستهدفت التفجيرات مسجدين تابعين للحوثيين أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة. وأطلقت مستشفيات العاصمة نداء استغاثة للتبرع بالدم. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجمات، وفق وكالة "رويترز"، في حين نفى تنظيم "القاعدة في اليمن" في بيان صلته بتفجير المسجدين بصنعاء. وقال مصدر أمني في صنعاء، إنه وبحسب المعلومات الأولية، فقد فجر انتحاري حزاماً ناسفاً كان يحمله وسط المصلين في جامع بدر، وفجر آخر حزاماً ناسفاً في باحة الجامع أثناء خروج المصلين. وأشار المصدر إلى أن جامع الحشوش شهد تفجيرين انتحاريين، الأول في داخله، والثاني في باحته، بحزامين ناسفين كان يحملهما انتحاريان. وذكرت الأنباء أنه تم إحباط تفجير انتحاري في صعدة كان يستهدف جامع الهادي، وقتل الانتحاري في موقع آخر بعد اكتشافه.
الهجوم على متحف "باردو" بتونس
قبل حادث تفجير مسجدي إيران بيوم، تعرض مبنى "متحف باردو" المحاذي لبناية مجلس نواب الشعب بتونس، لعملية اختطاف رهائن غالبيتهم سائحين، وقال وزير الصحة التونسي إن عدد القتلى في الهجوم بلغ 23 بينهم 20 سائحا. وأشار مصدر إعلامي إلى أن الضحايا هم فرنسيون وإيطاليون وإسبان وبريطانيون وإيطاليون. وكانت وسائل إعلام تونسية قد قالت إن "المسلحين لا يزالون يحتجزون عشرات الرهائن في داخل المتحف"، وأعلنت وزارة الصحة إجلاء 8 سياح مصابين من بينهم 4 يحملون الجنسية البولندية بينما تتواصل عملية تحرير باقي الرهائن. وكان مراسل إذاعة موزاييك بمحيط البرلمان التونسي قد أكد حصول تبادل إطلاق نار داخل مبنى البرلمان، فيما أكد شهود عيان من ساكني المنطقة سماعهم لإطلاق أعيرة نارية. وخلفت الحادثة عدة تساؤلات حول علاقتها بحصول عمل إرهابي يستهدف البرلمان بوصفه المؤسسة المنتخبة.
تفاصيل العملية الإرهابية
في ذات السياق، قالت تقارير إعلامية إن عملية إطلاق النار كانت تستهدف مبنى "متحف باردو" المحاذي لبناية مجلس نواب الشعب، وأنه يرجح تسرب إرهابيين قصد اختطاف وحجز سياح يزورون المتحف. وأفاد راديو موزاييك المحلي بأن "ثلاثة مسلحين اقتحموا مبنى البرلمان وتبادلوا إطلاق النار قبل أن ينتقلوا إلى مبنى المتحف حيث احتجزوا سياحا كرهائن". رغم ذلك فإن الوضع على الأرض يؤكد وجهة النظر القائلة أن التنظيم تراجع كثيراً فلجأ لعمليات نوعية، تكبد الدول أكبر قدر من الخسائر في الأرواح، لإظهار قوته، لكن ذلك يشير أيضاً إلى أنه أصبح غير قادر على القياد بتنفيذ عمل منظم، أو المواجهة المباشرة، لفقدان الكثير من قوته وأسلحته، ما يؤكد أنه أصبح تنظيم هش، باقي على سقوطه أسابيع أو أشهر قليلة.
أسباب تراجع التنظيم في العراق
العجز في دفع الرواتب، الدعم الإيراني لشيعة العراق، توحد البيشمركة والعشائر السنية، استمرار قصف التحالف الدولي.. كل هذه أسباب جعلت تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يتراجع في بعض المناطق التي سيطر عليها. فمع قرب نهاية عام 2014، أكثر الأعوام دموية بالعالم العربي، بسبب الصراعات السياسية، وظهور تنظيم "داعش"، وتقدمه في مناطق عديدة، من سوريا والعراق وليبيا، بدأ التنظيم يتراجع في الأيام الأخيرة، خاصة في العراق، فالتحول الجديد التي تقوده القوات العراقية مع القبائل بالمشاركة مع قوات البيشمركة، وكذلك الدعم الإيراني، ساعد على استئصال بعض أفراء التنظيم من الأراضي التي فرض سيطرته عليها في الأنبار والموصل. ففي الأيام الأخيرة، قُتل المئات من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" بقصف طيران التحالف الدولي في كركوك وبعقوبة. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، مقتل 37 متشددا من عناصر تنظيم "داعش" وإصابة 12 آخرين في حديثة والخالدية بالأنبار. كما أعلنت الوزارة أن قوات الفرقة الثامنة تمكنت من قتل خمسة متشددين، اثنان منهم يحملان الجنسية السورية، وجرح 12 آخرين وتدمير وكرين وعجلة تابعة لهم في قضاء الخالدية بالأنبار. وفي سياق متصل أعلن مصدر أمني كردي تحرير 60 في المائة من قضاء سنجار من سيطرة تنظيم داعش. حماية سنجار وقال راشد داود مسؤول قسم المعلومات في قوات الدفاع في القضاء في تصريح صحفي إن قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الدفاع الشعبي وقوات حماية سنجار مازالت في تقدم مستمر لتحرير باقي المناطق. وأضاف أن هذه القوات تخوض حرب شوارع مع عناصر التنظيم أسفرت عن مقتل العديد منهم، بينهم قياديون بارزون في التنظيم. وأوضح المتحدث أنه تم تحرير ما لا يقل عن 12 قرية تابعة للقضاء وإزالة العبوات الناسفة التي زرعها المتشددون فيها. واعتبر مراقبون أن الأيام الماضية، يمكن وصفها بالأيام السوداء، لتنظيم داعش بعد خسارته لأكثر من 250 عنصرًا من عناصره، في المعارك الدائرة جنوب تكريت، وجراء غارات جوية على الحويجة والموصل والأنبار.
تراجع داعش في ليبيا
عقب إعدام عناصر داعش ل21 قبطياً مصرياً، قصفت مقاتلات مصرية بالتعاون مع سلاح الجو الليبي، مواقع محددة بدقة للتنظيم، في مدينة سرت الليبية، كبدت التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح والأسلحة، حيث أظهرت الضربة تفجير مخازن سلاح على الأرض. وقالت مصادر ليبية وشهود عيان، إن قصفًا جويًا عنيفًا، هز مدينة سرت الليبية، بواسطة طائرات مقاتلة مصرية وليبية وبدقة عالية، واستهدف معاقل تنظيم داعش المتطرف. وقالت المصادر، إن طائرات ميراج وf16 قامت بقصف مدفعي على مواقع "داعش" في سرت وناحية "خشوم الخيل"، فيما أكد شهود عيان مقتل العشرات من عناصر التنظيم وفي مراكز تدريب الإرهابيين. وأوضح المصدر، أن القصف استهدف أيضًا مخازن للأسلحة فى منطقة خشوم الخيل فى سرت، وقصف مواقع بمدينة درنة ومطار الـ 70. بعد تلك العملية بأيام قليلة تمكنت مجموعة من القوات الخاصة المصرية، بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي، من قتل أكثر من 100 عنصر من داعش في معسكر بجنوب مدينة درنة الليبية، وأسر العشرات، من بينهم مصريون وعرب وأجانب، حسب ما ذكرت مصادر متطابقة من داخل وخارج ليبيا. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد غصت، منذ صباح الأربعاء، بروايات شبه متطابقة حول قيام مجموعة من الجيش المصري بعملية إنزال فجر اليوم على معسكر أبو كريم الوهداني جنوبي درنة، حيث قتلت العناصر الإرهابية التي تستخدمه وأسرت بعضا منهم. كذلك ذكرت صحف عربية وأجنبية أن القوات المصرية قامت بإنزال بري في درنة، وتحدثت أخرى عن غارات سبقت العملية. وتحدثت أكثر الروايات تطابقا من مصادر مختلفة، منها مسؤولون من عدة دول، عن مقتل أكثر من 150 من عناصر داعش في المعسكر وأسر القوات المصرية للعشرات. وفي المقابل، فإن خسائر قوة التدخل السريع، وقوامها 30 من أفراد القوات الخاصة، لم تتعد قتيلين و6 مصابين. أما أسرى داعش في ليبيا فمن بينهم مصريون وعرب وأجانب من جنسيات مختلفة، حسب المصادر المتاحة.
تراجع داعش في سوريا
شهدت الأيام الماضية تراجع "داعش" بسوريا بشكل ملفت للنظر، فيما تقدمت قوات النظام (الأسد) بريف حمص. وعجز التنظيم خلال الأيام الماضية في إدارة رحى الحرب مع الخصوم، وخوض جبهات الحرب والقتال في مناطق متعددة مع قوات مختلفة يتزعمها في الواجهة قوات التحالف والنظام السوري والعشائر والأكراد، بشكل متزامن في كل من سوريا والعراق. وليست الحرب المفتوحة التي تخوضها قوات التحالف وحدها السبب الرئيس في حصول الانحسار، فثمة أسباب أخرى وعوامل أدت إلى انحسار وتراجع نفوذ تنظيم داعش في سوريا، من خلال فقدان التنظيم للحاضنة الشعبية وتخالفه وتنازعه مع قوى الثورة في سوريا وقوات الجيش الحر، وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، وبقية الفصائل المقاتلة للنظام السوري، عدا النزاع المسلح الذي اندفع له التنظيم مع هذه المكونات والقوى، الذي بدوره أضعف التنظيم وحصره في الزواية، فضلاً عن ضربات وقصف طيران قوات التحالف للمناطق والأحياء الذي بدوره دفع الشعب لترك القتال في صفوف التنظيم والتخلي عن مناصرته، علاوة على أخطاء التنظيم الاستراتيجية والعسكرية التي أوقعته في فخ تبني مشروع الخلافة الإسلامية وقسر الناس على التسليم له بذلك، باعتباره صاحب الشرعية الدينية التي توجب خضوع الناس جميعهم له. الحقيقة الاخرى التي حدت من قدرات داعش وتراجعه هي ضيق خيارات التنظيم التي لا تتجاوز شرعة القتال ووجوبه طريقة ومنهجاً له في الحياة، وفشله في تطبيع الأوضاع على الأرض وانتهاج سياسة العمران والبناء، وإقامة ونسج التحالفات وتبادل المصالح مع من حوله، كل ذلك بدوره أدى إلى انكشاف ظهره في ميدان الحرب وتراجع نفوذه وسيطرته على أجزاء واسعة من المناطق والبلدات والأرياف، في كل من شرق وشمال سوريا. وبالنسبة لتقدم النظام السوري في حمص وغيرها، فهو يأتي في سياق تأثير ضربات طيران قوات التحالف وإسناده الجوي لمقاتلي النظام ،وتراجع نفوذ واختلاف من اجتمعوا على حربه، وليس في أي سياق آخر. الخارطة العسكرية الجديدة في سوريا التي توضح رقعة سيطرة ( النظام - المعارضة - داعش - الأكراد ) على المناطق والجغرافيا.
داعشيون يتخفون في ملابس النساء
أعلنت مصادر عسكرية عراقية، عن اعتقال عدد من مسلحي "داعش" شمال العراق، وهم يرتدون ملابس نسائية، أثناء محاولتهم الهروب من القتال. أوضح الناطق باسم قيادة شرطة محافظة بعقوبة، غالب الجبوري، أن القوات الأمنية اعتقلت 20 مسلحًا، بعضهم تنكر بزي نساء بعد فرارهم من معارك تكريت باتجاه محافظة ديالي" وتظهر الصور مسلحين من تنظيم "داعش" الإرهابي في زي نساء بدء من الملابس الداخلية، مرورًا بالفساتين، وحتى الجلباب والحجاب.
بعدما لجأ عناصر التنظيم لارتداء ملابس النساء، بات من الواضح، أنه لم يعد هناك تنظيم، وأن ما يتبقى منه أفراد يحاولون إثبات قدرتهم على الصمود أكبر فترة ممكنة، لمواجهة العالم، لكن الوضع يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد سقوط الجرز الكبير "أبوبكر البغدادي" وقد نراه متخفياً في زي راقصة استربتيز.


التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات جريدة اخبار الشرق الاوسط الدولية اخبار الشرق الاوسط الدولية الدولية نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من الجريدة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي قبل نقل أي موضوعالمرجوا زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 التعليقات:

مؤشر الزيارات

facebook

اخر التعليقات

شارك معنا

أرشيف الموقع

تغريدات تويتر

أحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام

Check Page Rank
تصميم و تطوير : midestnews
اخبار الشرق الاوسط الدولية © 2016