عباقرة احترفوا عالم "الجاسوسية" (الحلقة الثالثة)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عباقرة احترفوا عالم "الجاسوسية" (الحلقة الثالثة)


 شبكة اخبار الشرق الاوسط الدولية : مثيرة جداً قصص الجواسيس و الخونة ، فهي تستهوي كافة العقول علي اختلاف مداركها وثقافتها وتقتحم معها عوامل غريبة و غامضة ،تضج بعجائب الخلق و شذوذ النفوس. إنه عالم المخابرات و الجاسوسية ، ذلك العالم المتوحش الذي لا يقر بالعلاقات والأعراف، أو يضع وزناً للمشاعر، تسيطر عليه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة أساسها الكتمان والسرية ، ووقوده المال والنساء منذ الأذل وحتي اليوم و إلي الأبد ، فهو عالم التناقضات بشتي جوانبها ،الذي يطوي بين أجنحته الأخطبوطية إمبرطوريات ومماليك ، ويقيم نظاماً و يدحر جيوشاً وأمماً . فعاش الجواسيس في خيال الناس أحياناً كأشخاص وهمية و ساحرة منذ فترة طويلة ، ولكن هل يعرف الناس علي وجه اليقين شيئاً عن حياة هؤلاء الأفراد الذين اختاروا "الفن القذر" في عالم التجسس ؟و في هذه الحلقة نكشف لكم بعض من هؤلاء العملاء السريون ونرفع النقاب عن الحقيقة الكامنة وراء ثاني أقدم مهنة في التاريخ.
ملك الجواسيس "المتوج"

يقول خبراء الشؤون الاستراتيجية إنه لولا الجاسوس الشهير "فوكس" لما قامت الحرب الباردة أبداً، ولاأنفردت الولايات المتحدة بحكم العالم باعتبارها القطب الأوحد الذي لا يجاريه أحد، و"فوكس" واحد من جواسيس العيار الثقيل الذي تمكن في سنوات الأربعينات من القرن الماضي من نقل أسرار بناء القنابل الذرية من الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفييتي. ولد العالم الذري كلاوس فوكس في 29 ديسمبر من عام 1911 بمدينة روسيلشايم الألمانية، وكان ثالث أربعة أطفال لقسيس لوثري يدعى إميل فوكس وزوجته إلسا فاجنير، وأصبح والده فيما بعد أستاذاً في علم اللاهوت بجامعة لايبزيج، وشهد كارثة كبيرة عندما كان صبيّاً حيث ماتت جدته لأمه، ومعها أمه وإحدى أخواته في حادث "انتحار جماعي"، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية، التحق بجامعة لايبزيج ثم كييل، واتضحت ميوله السياسية حين انضم إلى الحزب الديموقراطي الاجتماعي عام .1932 وفي ذلك الوقت كان نجم أدولف هتلر قد بدأ بالسطوع. وما لبث أن انشقّ عن حزبه في عام 1933 بسبب التهديدات التي كان يتعرض لها أعضاء الحزب الديموقراطي الاجتماعي من الحرس النازي، وانضم بشكل سرّي إلى الحزب الشيوعي الألماني وتعرّض للمراقبة والملاحقة من جديد لأن النازيين كانوا يناهضون الطروحات الشيوعية. وهرب بعد ذلك إلى فرنسا ومنها إلى مدينة بريستول في بريطانيا وبسبب صفاء ذهنه وتفوقه الإدراكي الشخصي، تمكن من الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة بريستول عام 1937 و عمل بعدها أستاذاً في الجامعة. وعندما غزا الجيش النازي أراضي الاتحاد السوفييتي عام ،1941 بدأ فوكس الذي اشتهر بعدائه للنازية، ببث الأسرار الذرّية البريطانية إلى السوفييت. وكان يعتقد أن من حقهم أن يمتلكوا الأسلحة الذرية التي يمتلكها البريطانيون وبعدهم الأميركيون، ومنذ عام ،1944 عمل في قسم بحوث الفيزياء النظرية لمعهد لوس آلاموس في ولاية نيومكسيكو في موضوع تصميم صاعق التفجير الابتدائي لكتلة البلوتونيوم التي تشكل قلب القنبلة الذرية. وتمكن من وضع حسابات رياضية في هذا المجال الحساس لم يتمكن أحد قبله من التوصل إليها. ولا زالت هذه التقنية تستخدم حتى الآن وتحمل اسمه. وشارك أيضاً في استنتاج الحسابات الخاصة بتركيب القنبلة الهيدروجينية. وواصل نقل المزيد من المعلومات السرية المهمة حول القنبلة الذرية والهيدروجينية إلى السوفييت طيلة عامي 1946 و1947 وعن طريق عدد من الوسطاء الذين كانوا يختارهم بعناية بالاستعانة بجهاز الاستخبارات الروسي، واعترف فوكس بكافة التهم الموجهة إليه، ولم يخفِ شيئاً عن نشاطاته عندما قدم للمحاكمة في 1 مارس من عام 1950 وحكم عليه في اليوم التالي بالسجن لمدة 40 عاماً وأسقطت عنه الجنسية البريطانية، وهي أقصى عقوبة لإنسان يتهم بتسريب الأسرار العسكرية في ذلك الوقت. وعندما افتضح أمره، ضجّت بأخباره وسائل الإعلام العالمية بالرغم من أن السوفييت أنكروا أنه كانوا يعمل لحسابهم.

"بولارد" جاسوس خدع الأمريكان مرتين

في عام 1986 ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القبض على أحد مواطنيها ووجهت له تهمة التجسس لصلح إسرائيل عن طريق إمدادها بمعلومات استخباراتية هامة عن الأسلحة الأمريكية وأسلحة الدمار الشامل لعدد من الدول العربية للكيان الصهيوني، في البداية أنكرت دولة الاحتلال علاقتها بالجاسوس، لكنها أقرت بعلاقتها بذلك الجاسوس عام 1998، قبل أن تقرر منحه الجنسية الإسرائيلية عام 2008، فمن يكون ذلك الجاسوس؟. جوناثان جاي بولارد من مواليد 7 أغسطس 1954 في غالفيستون تكساس، وهو جاسوس أمريكي أدين بتمهة إمداد إسرائيل بمعلومات خطيرة، وهو أيضاً محلل استخبارات مدني سابق في القوات البحرية الأمريكية، اتهم بالتجسس على الولايات المتحدة واستغلال منصبه لتسريب معلومات لصالح إسرائيل، تنازل عن الحق في المحاكمة مقابل القيود المفروضة على الحكم وتم الإقرار بأنه مذنب، وأدين لكونه جاسوساً لحساب إسرائيل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام 1986، نفت إسرائيل حتى العام 1998 أن يكون بولارد جاسوساً لحسابها، وفي العام 2008 تم منحه الجنسية الإسرائيلية. حلم الافراج عن بولارد لم يفارق مخيلة حكومات الاحتلال المتعاقبة، باعتباره الابن البار لدى حكومة الاحتلال الذي أمدها بمعلومات هامة قادتها للسيطرة على مجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط، حتى أنها قيادات الحكومة لم تزل تنادي بالافراج عنه، رغم مرور 27 عامًا على اعتقاله في سجون الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الأيام الماضية شهدت تخليا من الجانب الأمريكي عن وقفها السابق الرافض للافراج عن الجاسوس، حيث أبدت استعدادها للافراج عن الجاسوس لكنها لم تؤكد اتخاذها للقرار. بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، مارس ضغوطا على واشنطن لاخلال سبيل بولارد، في الوقت الذي تبحث فيه أمريكا عن مخرج ينقذها من اتهامات افشال المفاوضات، حيث اشترط "نتنياهو" بأن يكون التقدّم بالمفاوضات السلمية مرهوناً بإطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد المعتقل في الولايات المتحدة.

جوليوس وإثيل

وهذه قصة زوجين لعبا دوراً كبيراً في نقل الأسرار الذرية إلى الاتحاد السوفييتي قبيل بداية الحرب الباردة. وكان جوليوس روزنبرغ وزوجته إثيل شيوعيين أميركيين تجنّدا لتقديم الأسرار الذرية إلى السوفييت. وكانت إثيل قد تعرّفت على جوليوس خلال انعقاد منتدى الشباب الشيوعي في الولايات المتحدة عام 1936 وكان جوليوس زعيماً شيوعياً بارزاً في الولايات المتحدة. في عام ،1942 نجحت الاستخبارات السوفييتية (كيه جي بي) في تجنيده. وبدأ بتسريب الأسرار النووية التي كان يحصل عليها حول مشروع مانهاتن إلى السوفييت على شكل تقارير مشفرة يمكن تحليلها من خلال أحاديث يومية كان يبثّها من راديو إميرسون. ومن بين أهم الأسرار التي سرّبها معلومات تتعلق بطريقة بناء صواريخ مضادة للطائرات هي التي استخدمت فيما بعد بإسقاط طائرة التجسس الأميركية (يو-2) عام .1960 وساهم جوليوس وزوجته في تجنيد مجموعة من الجواسيس داخل أميركا وخارجها لنقل المعلومات. ويختلف نشاطهما في هذا الصدد عن نشاط كلاوس فوكس في أنهما كانا متخصصين بسرقة أسرار بناء الصواريخ والطائرات القادرة على حمل الأسلحة النووية ومنها الصاروخ (بي 80 شوتينج ستار) الذي كانت تصنعه شركة لوكهيد. واعترف الرقيب دافيد جرينجلاس، شقيق إثيل الذي كان يعمل ميكانيكياً في المنطقة النووية في مدينة لوس آلاموس، بأنه قدم معلومات سرية بالغة الأهمية للسوفييت عن طريق صهره جوليوس. وعندما اعتقل، نفى أن تكون أخته ضالعة في هذه الجريمة. وفي عام 1951 اعتقل جوليوس وزوجته وانطلقت محاكمتهما، وظهر من خلال أقوال الشهود أن إثيل كانت تطبع الأسرار النووية التي تحصل عليها من أخيها وتقدمها إلى زوجها الذي يتولى بثّها مشفرة من خلال أحاديثه الإذاعية. وأدين الزوجان ومعهما جرينجلاس أخو إثيل وتم إعدامهما بالكرسي الكهربائي في سجن سينج سينج عام .1953

كازانوفا .. الجاسوس العاشق


اشتهر ابن البندقية جياكومو كازانوفا بأنه زير نساء ، ولا يعرف إلا القليلون أنه كان من أوائل من احترفوا الجاسوسية. واشتهر أيضاً بأنه كان من أوائل من كتب سيرته الذاتية بطريقة المذكرات ونشرها في كتاب تحت عنوان قصة حياتي. عاش في القرن الثامن عشر وحصل على مستوى تعليمي وثقافي رفيع وأصبح محامياً. واستغل علاقاته الغرامية الناجحة مع نساء الطبقة الراقية في إيطاليا وكان يحصل منهن على المال إلى أن أصبح واسع الثراء. ويحكى أنه خسر في ليلة قمار واحدة مبلغاً يعادل في حسابات اليوم أكثر من مليون يورو. وبين عامي 1774 و1782 تجنّد كجاسوس لصالح حكام البندقية. واكتشف أمره ونفي عام .1782 وبعد انتهاء مدة النفي عاد إلى البندقية وافتتح فيها مكتبة وظل يتاجر بالكتب حتى مات.


سورج.. جاسوس متعدد الاختصاصات



يوصف ريتشارد سورج بأنه واحد من أفضل الجواسيس السوفييت في اليابان قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. ودفعت به إنجازاته إلى مصاف أشهر جواسيس العالم، وهو من مواليد أذربيجان، وكان أحد أعمامه القدماء من أصدقاء منظّر المذهب الاشتراكي كارل ماركس،شارك في الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914 وانتهت عام 1918 وأصيب خلالها بإعاقات وكسور بالغة في أصابع اليدين والساقين. وسافر إلى الاتحاد السوفييتي ليلتحق في دوائر التجسس. وفي عام 1922 تم ابتعاثه إلى فرانكفورت لدراسة أصول وقواعد الجوسسة التجارية. وفي عام 1933 أرسل إلى اليابان ليقود شبكة تجسس واسعة،وتمكن أثناء عمله هناك من اختراق أهم القرارات العسكرية التي تتخذ على أعلى مستوى في القيادة اليابانية العليا بما في ذلك تواريخ العمليات والخطط الهجومية. وانكشف أمره واعتقل في طوكيو في 18 أوكتوبر من عام 1941 بعد أن ارتكب خطأ جسيماً حيث كان يتعين عليه أن يتلف تقريراً سرياً بعد أن بثّ مادته المشفرة إلى موسكو ولكنه فضّل إلقائه في الطريق فعثر عليها رجال المخابرات وعرفوا صاحبه، وجرى إعدامه شنقاً في 7 نوفمبر من عام .1944 وأنكر السوفييت أي علاقة به حتى عام 1964 حيث أفشوا كل الأسرار التي قدمها لهم.


التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات جريدة اخبار الشرق الاوسط الدولية اخبار الشرق الاوسط الدولية الدولية نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من الجريدة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي قبل نقل أي موضوعالمرجوا زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 التعليقات:

مؤشر الزيارات

facebook

اخر التعليقات

شارك معنا

أرشيف الموقع

تغريدات تويتر

أحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام

Check Page Rank
تصميم و تطوير : midestnews
اخبار الشرق الاوسط الدولية © 2016